قداعتاد الكنديون كسائر شعوب المناطق الشمالية علي مناخ بلادهم القارس البرودة شتاء والذي ينعكس في كل ما يحيط بهم ويتجلي هذا بكل وضوح في بناء المساكن وعادات المأكل والمشرب ووسائل النقل والعمل والرياضة ولكن ليس علينا ان نتناسي بأن 90% من السكان تقريباُ يعيشون في جنوب البلاد بعيداٌ عن الاراضي الشمالية الشديدة البرودة وفي نطاق 500 كيلومتر من حدود الولايات المتحدة في مدن تتصل بعضها ببعض بسبل نقل رئيسية وتتوافر فيها شبكات ممتازة من المواصلات هذا بالاضافة الي ماتبذله حكومات المقاطعات كما سنري بعد من جهد لجعل البرد اقل وطأة ووقاية المواطنين من قسوتة بشتي الطرق
النشرات الجوية
توجد في كندا اكثر من 2400 محطة للارصاد الجوية منها 250 محطة من طراز دقيق ومتطور للغاية ويبلغ عدد تسجيلات هذة المحطات من اثنين الي ثلاثة ملايين تسجل سنويا في جميع ارجاء البلاد . وتذاع النشرات الجوية مرات عديدة يومياُ عن طريق المذياع والتلفيزيون مع التعليقات والارشادات المستفيضة لسائقي السيارات ومستخدمي الطرق المضيئة هذا بالاضافة الي ما تنشرة الصحف والمجلات والاعلانات المضيئة في الشوارع التي تبين درجة الحرارة وتغيرها طوال اليوم . بينما تذاع وتنشر التنبؤات الجوية لمدة اسبوع كامل مع التركيز بصفة خاصة علي عطلات نهاية الاسبوع , فالجو وتقلباتة هو اهم ما يشغل بال المواطنين وهو مدار حديثهم وسبب من اسباب تعارفهم خاصة في الموصلات العامة علي مدار السنةالفصول
يختلف المناخ في كندا اختلافا بينا من فصل الي اخر وينفرد كل فصل بميزات خاصة بة تميزه بوضوح عن الفصول الاخرييبدأ الربيع من منتصف مارس وينتهي في منتصف مايو والصيف في منتصف مايو الي منتصف سبتمبر والخريف من منتصف سبتمبر الي منصف نوفمبر والشتاء من منتصف نوفمبر الي منتصف مارس ويكون الصيف عادة حارا للغاية ورطبا في الغالب وتتراوح فية درجات الحرارة في مختلف المقاطعات بين( 16م و27م)
يكون الشتاء في كافة المقاطعات عدا كولومبيا البريطانية باردا ويتميز بسقوط الجليد وبشمس ساطعة (قليلة الدفء) في اغلب الاوقات وتتراوح فيه درجة الحرارة في مختلف المقاطعات بين -40م و4م
اختلاف المناخ باختلاف المقاطعات
يختلف المناخ نظراٌ لاتساع مساحة كندا بين من مقاطعة و اخري وكذلك من سنة الي اخري في نفس المكان فيبلغ مثلاُ معدل درجة الحرارة في شهر يناير في مدينة كاليجاري (مقاطعة البرتا) -10في حين انه بلغت اقصي درجات حرارة بها 16م وادناها -44م في نفس الشهر ونفس المكان خلال 90 سنة .اشد الجهات برودة شتاء هي مدينة يلو نايف (في الاراضي الشمالية)اذ قد تبلغ -50 م واقلها مدينه فيكتوريا اذ تبلغ 4 م .
اكثر الجهات سقوطا للامطار مدينه فانكوفر مقاطعه كولومبيا البريطانيه اذ بلغ معدلها 504 سم سنويا واقلها مدينه يلو نايف اذ بلغ معدلها 21.5 سم سنويا.
اكثر الجهات سقوطا للجليد مدينه كويبك بمقاطعه كويبك اذ بلغ معدلها 315 سم سنويا واقلها مدينه فيكتوريا اذ بلغ معدلها 28 سم سنويا.
اقصى الجهات ارتفاعا مدينه كالجارى فى مقاطعه البرتا ويبلغ ارتفاعها 1079 مترا واقلها مدينه شارلوت تاون فى مقاطعه جزيره البرنس ادوارد ويبلغ 23 مترا فوق سطح البحر.
بلغت اقصى درجات الحراره المسجله 32 م فى مقاطعه نيوبرنزويك و 38 م فى مقاطعه اونتاريو فى احدى السنوات.
تهب من الجبال فى فصل الشتاء على مقاطعه البرتا رياح ساخنه وجافه تعرف بالشينوك وتسب فى ارتفاع مذهل لدرجه الحراره من 30 م الى 2 م وتتراوح سرعتها بين 40 و 80 كم فى الساعه وقد تصل او تفوق سرعتها 250 كم فى الساعه وتتجه الرياح شرقا حتى مسافه 250 كم كم تاخذ بعدئذ شدتها فى الهبوط سريعا.
سجلت فى مدينه سناج باراضى يوكون درجه -63 م وتعتبر ادنى درجه حراره تم تسجيلها فى امريكا الشماليه.
معاناه المواطنين من قسوه المناخ
قد تتجمد الاذنان والانف والاصابع الخ اذا تعرضت طويلا للبرد القارس وقد يؤدى ذلك الى عواقب وخيمه فى حاله عدم توافر الاسعافات السريعه أو ان انقطع التيار الكهربي او تعطل اجهزه التدفئه فى المنازل.هذا بخلاف حرمان الألاف من الكهرباء والتدفئه والمياه وفقد ما تحتوى عليه الثلاجات من ماكولات وغيرها بسبب انقطاع التيار الكهربي.ان اصابات البرد كثيره الانتشار شتاء سواء من العدوى اومن التغير الفجائى فى درجه الحراره او الانتقال من مكان دافئ الى اخر بارد ويصاب المواطنون كذلك بها صيفا ولكن بدرجه اقل.
يعانى الكثيرون من ضيق بالغ جراء جفاف الجو الداخلى بسبب التدفئه على الرغم من استعمال ما يرطب الجو.
يسبب سطح الجليد الملبد بالغيوم او الدائم الامطار او سقوط الجليد المستمر او منظر الاشجار العاريه توترا عصبيا لكثير من الكندييين وبصفه خاصه لحديثى الهجره وقد يعتادون على هذا الجو وهذه المناظر بعد فتره قد تقصر او تطول تبعا لاستعدادهم النفسي.
يسبب سطح الجليد الاملس كالمراه واحيانا مياه الامطار انزلاق العديد من المشاه على الرغم من الحذر البالغ وارتداء احذيه مانعه للانزلاق فتكثر الحوادث وتملا المستشفيات لعلاج حالات الكسر والرضوض.
يقتضى على المرء ازاله الجليد المتراكم امام بابي منزله وجراج سيارته او ما يتراكم منه فوقها وامامها واحيانا المتراكم على سطح منزله والبلكونات خشيه الانهيار بسبب ثقل الجليد .
تبلغ مياه الصنابير درجه عاليه من البروده يتعذر معها استعمالها للاغراض الشخصيه ولولا الاحتياطات المتخذه فى تركيب المواسير لتجمدت المياه فيها وانفجرت.
قد يتعرض المرء احيانا خارج مدينته لعواصف ثلجيه قاسيه تضطره الى الالتجاء الى اقرب منزل ليحتمى فيه لمده يوم او اكثر لحين انتهاء العاصفه ويتعاون ويتضامن الجميع فى هذه الظروف المفاجئه التى تتعطل فيها سبل المواصلات ويتعذر السير فى الشوارع.
ان السيارات في كندا قصيره العمر بسبب الصدا الذي يتراكم عليها وياكل بعض اجزائها وتبعا لذلك يغير المرء سيارته كل ثلاث او اربع سنوات رغم حداثتها.
الاحتياطات المتخذه لمواجهه قسوه المناخ
تتوافر التدفئه فى كافه وسائل المواصلات والمنازل والمكاتب والمصانع والمجال التجاريه الخ .... التى تتصل فى الغالب مداخلها مباشره بمواقف السيارات المعلقه.
تعود الطرق الرئيسيه وكذلك الفرعيه الى حالتها الطبيعيه بعد ساعات قليله من عاصفه جليديه شديده بسبب السرعه فى ازاله الجليد او معالجته بالسيارات المعده لنثر الكالسيوم وغير ذلك.
لا تترك الامطار اثارا البته بعد وقت قصير للغايه من هطولها مهما كانت غزيره بفضل توافر بالوعات الصرف وتصميم الشوارع الخ ....
تجهز مواقف الموااصلات العامه بأماكن انتظار مغلقه هذا بالاضافه الى تقارب محطاتها وكثره عددها او التزامها الدقه فى المواعيد وتتصل مواقف المواصلات المختلفه كالاتوبيس والمترو مثلا بعضها ببعض عن طريق استراحات مغلقه تتوافر فيها التدفئه كما تتصل المحال التجاريه الكبرى مباشره بمجطات المترو.
تصميم المنازل يقيها الى حد بعيد من تاثير الجو الخارجى وذلك بازدواج زجاج المنافذ وميل السقوف وطلاء الجدار الخارجى بطبقه عازله لمنع تسرب الرطوبه وترك فراغ عازل فى الواجهات الخارجيه علاوه على التدفئه الدلخليه التى يمكن ضبطها فى كل غرفه من الغرف على حده وتغطيه الارضيه بالسجاد واتصال الجراج بداخل المنزل مباشره الخ....
تتلاءم الملابس التى يرتديها المرء من قمه راسه الى اخمص قدميه مع بروده الشتاء القارسه.
يكثر الانسان من تناول المشروبات الساخنه والمشروبات الكحوليه والاغذيه الدسمه مع الاكثار منها للمحافظه على حراره جسمه الداخليه .
تستبدل اعتبارا من شهر اكتوبر الاطارات العاديه للسيارات باخرى معدة للسير على الجليد كما توضع المحاليل المانعه للتجمد فى اجهزه تبريد المحركات وكثيرا ما تستخدم كسبا للوقت اجهزه التحكم عن بعد لتسخين محرك السيارات قبيل استعمالها.
تثبت صناديق البريد على حافه الارصفه لتكون فى متناول ايدى راكبي السيارات لالقاء خطاباتهم فيها دون الخروج من سياراتهم والتعرض للبرد القارس ويطبق نفس هذا الوضع على بعض المحال والمطاعم التى تقدم خدماتها لعملائها داخل سياراتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق