الاثنين، 18 نوفمبر 2013

طبيعة الشعب الكندي ومميزاته




   يهتم القادم الي دولة جديدة بمستوي الحياة , ومدي توفر العمل, وامكانية الدراسة واجراءات الهجرة وغيرها من النقاط المهمة. وقليلا ما يفكر المهاجر بالحث عن طبيعة الشعب الذي ينوي الاقامة معه . سوف احاول هنا تلخيص ماوجدته عن طبيعة الشعب الكندي سواء في النقاط الايجابية او السلبية.


   الشعب الكندي مهذب, هادئ الطباع ولا ييميل الي العنف, يحب مساعدة الاخرين و يعامل الجميع باحترام ويصعب استفزازه. يشكر سائق الحافلة عند نزوله والعامل عند تلقي خدمة منه.  ولعل اهم صفات الكنديين التي تميزهم عن الشعوب الغربية الاخري هو بعدهم تماما عن العنصرية تجاه الاقليات وعدم التمييز بناء علي الدين او الجنس او بلد الاصل. ويرجع السبب في ذلك في رأيي الي  ان الكنديون ادركو منذ وقت طويل الطبيعة المتنوعية لمجتمعهم. فنسبة كبيرة منه حاملي الجنسية الكندية من الجيل الاول والثاني من المهاجرين . واتباع اي مبدأ للتمييز من بعضهم تجاه الاخر سوف ينتج مشاكل لا حصر لها وسوف يؤدي الي تأخر وطنهم. وبالتالي لا يلقي العرب في كندا اي تمييز ضدهم بل بالعكس يتم ابراز تقبل الكنديين للمحجبات و العادات الاسلامية. مثال ذلك هذا الاعلان الذي اصدرته مستشفي في  تورونتو تشجع الطبيبات المحجبات علي التقديم للعمل في المستشفي تحت شعار: نحن لانهتم بماعلي رأسك بل بما داخله. 


   والجدير بالذكر ان  مؤسسات التعليم الكندية كالمدارس والجامعات تحتوي احيانا علي وحدات خاصة مهمتها تشجيع التنوع الحضاري والاندماج يمكن التقدم بشكوي لها اذا شعر الطالب الاجنبي بسلوك تميزي ضده.

   احد المميزات الاخري الايجابية للشعب الكندي والتي سوف تثير دهشتك بلا شك هي تحلي الكنديين بالصبر الشديد علي مصاعب الحياة والقدرة الغريبة علي التكيف مع الاوضاع المادية السيئة وعدم الميل الي التذمر الي درجة تعطيك انطباع ان الجميع هنا يعيش في رفاهية بالرغم من وجود نسبة لا بأس بها من الكنديين لاتستطيع تأمين متطلبات الحياة الاساسية. ومن الطرائف انني قابلت اليوم سيدة كندية تبدو في حالة اجتماعية جيدة  في مظهرها وعندما تحدثت معها اكتشف انها تعيش هي وصديقها المعاق ذهنيا وابنتها ذات السبع سنوات علي دخل المساعدة الاجتماعية الذي الايتعدي ال 1200 دولار شهريا!! ومن زار كندا يعمل جيدا مدي استحالة البقاء علي قيد الجياة بهذا المبلغ,,,ولكنها لاتشكو ولاتتذمر.  

   اخيرا يتميز الشعب الكندي بقدرته المستمرة علي تحسين ذاته, فالدراسة هنا والتدريب لا يتوقفان ولا ينقطعان بمجرد الحصول علي وظيفة بل يتوقع من الموظف تحديث مهاراته باستمرار. الجميع هنا يدرس بشكل او بأخر سواء بشكل رسمي او دراسة ذاتية . فالمحافظة علي الوظيفة هي في الواقع اصعب من الحصول عليها.  قد يدهشك ايضا ان تعرف ان الشعب الكندي علي عكس معظم الشعوب الغربية محافظ اخلاقيا. فلن تجد هنا صور عارية في الشوارع,,بل ان التعري تماما مجرم بحكم القانون كما ان التقبيل في العلانية ممنوع ايضا. لن تصادف ايضا سكاري في الشوارع كما هو الحال في اوروبا,,,ونادرا ماسوف تري مشردين ولم اقابل متسوليين حتي الان,,,حتي ذلك النوع من المتسوليين الذي يعزف الموسيقي او يؤدي فقرات فنية في الشارع في اوروبا لم اصادفه ا في كندا. 

   هذه هي  الصفات الايجابية للشعب الكندي فماذا عن الصفات السلبية؟  في الواقع هي نقاط قليلة  اهمها عدم وجود ثقافة او حضارة مميزة لكندا. فلن تشعر بأي طبيعة خاصة هنا للبلد, وهو وضع قد يشعرك بالرتابة والركود, ولكنه ليس عيبا كبيرا علي اي حال. النقطة الاخري هي تغلب الايقاع السريع علي التعاملات هنا. فالوقت هو اثمن مايتملكه الكنديون .  وربما سوف يلفت نظرك اذا عشت هنا ان الكنديون يغرقون انفسهم بالعمل بشكل اكبر من قدرتهم علي التعامل معه وسوف تعاني كثيرا عند التعامل مع الادرات الحكومية او الشركات علي الهاتف  حيث ان عدد الموظفين بالنسبة لحجم العمل قليل. وبالتالي سوف يستغرق وقت انتظارك علي الهاتف احيانا 30 دقيقة حتي تجد احد الموظفين للرد عليك.

اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق