الخميس، 8 أكتوبر 2015

خمسون عاما في كندا وأشعر الأن أنني مواطنة من الدرجة الثانية

مقال مترجم عن جلوب اند ميل-بقلم شيما خان



  في الأسابيع الماضية تصدر المحافظون عناوين الأخبار في كندا بحملاتهم  ضد النقاب , و انتزاع الجنسية الكندية عن الارهابين مزدوجي الجنسية, ومحاولتهم للفت نظر  الكنديين الي ما يدعي ب"الممارسات الثقافية البربرية"، والاعلان عن تفضيل الحكومة الاتحادية  لاستضافة لاجئين سوريين  من غير المسلمين.

هذه الاستراتيجية الدعائية تتغذي علي الخوف والأحكام المسبقة . في مايو الماضي كتبت أن الكنديين يقعون فريسة سهلة لسياسة بث الخوف. والمثال علي ذلك كلا من عمر خضر وزونيرا اسحاق. وباقتراب  انتخابات أكتوبر، فإنه لن يكون من المستغرب أن تدبر بعض المكائد السياسية ضدنا ولكن وقاحة المحافظين قد تعدت ذلك الي أن حملتهم اضحت نسخة مكررة من "ميثاق القيم" الذي كان مقترحا في الكيييك. وقد أعطى عداء  الحكومة الصريح  رخصة  للمتعصبين للتنفيس عن كراهية الأجانب. واعتدى على امرأة مسلمة حامل في مونتريال. وهوجمت أخري ترتدي النقاب، أثناء التسوق مع بناتها في تورونتو.وتشعر النساء المسلمات  بأنهن أقل أمنا مما كن عليه،بينما يواجه الشباب المسلم أسألة صعبة حول الهوية والقبول.

و لا نتوقع من زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر الدعوة الى الهدوء.  حيث أن استراتيجية  تبدو مؤثرة. ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لنا ولالتزامنا بمجتمع عادل؟  في ديسمبر سوف أحتفل بمناسبة مرور 50 عاما منذ وصولي من الهند كطفلة. وقد واجهت في مونتريال الخوف من الإرهاب خلال الأزمة FLQ 1970 و الرعب من بعد مذبحة 14 امرأة  في ليلة واحدة في ديسمبر 1989. وكانت أول تجربة لي في التصويت بالغة الأهمية، لأنني ساعدت في الحفاظ على تماسك البلاد في كيبيك في استفتاء عام 1980. وفعلت الشيء نفسه  في عام 1995. وطيلة الوقت، لم أشعر أبدا بأي تمييز، ولم يكن لدي الإحساس بأنني مواطنة من الدرجة الثانية.


 فقد سمحت لي كيبيك وكندا بالازدهار.و أتذكر الفخر الذي شعرت به عندما قال لي أساتذة جامعة هارفارد أن طلاب الدراسات العليا الكنديين  كانو الأفضل فهي شهادة بجودة التعليم المدرسي لدينا. وشعرت بالحب لأبناء وطني خلال مظاهرة ضخمة في عام 1995  لتأييد كندا في مونتريال. وهو حدث ذكرني بالحج فقد كان فيه بحر من الأفراد أتو من كل مكان، متحدين في حبهم لقيم نبيلة مثالية بينما ذابت الخلافات في رؤية مشتركة للمستقبل.

ومع ذلك، تغيرت الأحوال في كيبيك  بعد مقولة الحاكم جاك باريزو  الشهيرة  التي تشير الي تأثير "المال والأصوات العرقية" في علي نتائج استفتاء عام 1995.لأول مرة، قيل لي أن علي "العودة إلى وطني"، بينما كنت أدفع  عربة ابنتي البالغة من العمر ثمانية أشهر. وعندما انتقلت إلى أوتاوا،قال لي رجل، يرتدي سترته الكندية بفخر نفس العبارة. ثم جاءت الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001. وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الحوادث، فقد بدأت أخشي على نفسي أو أولادي. ولكن على العكس من ذلك جدد الأصدقاء والجيران والغرباء إيماني في لياقة الكنديين.

الآن، هناك شعور مختلف. لم أكن أتصور أن الحكومة الفيدرالية سوف تستخدم ثقلها  لتشويه سمعة المسلمين. ولم أتعرض طيلة 50 عاما لذلك. لأول مرة،  أتساءل عما إذا كان سوف يكون هناك فرصة لأبنائي ليزدهرون كما فعلت. واحد منهم هو عالم بيئي , وأخر لديه أحلام في العمل الخاص والصغير يود أن يلعب الكرة  مع كاديشا بوشنان. لكن رسالة المحافظين هي: أنت مسلم، وأنت "الآخر"، ولا يمكنك الوثوق بك ولن تشعر أبدا بالانتماء.

 ولكن لحسن الحظ استنكر قادة سياسيون أخرين  مثل جستن ترودو، توم موكلير، إليزابيث مايو و المجلس التشريعي في كيبيك  سياسة الخوف، وشددو علي قيم الاندماج. نحن بحاجة إلى المزيد من الناس للوقوف صفا واحدا ضد كل أشكال التعصب، سواء كان ذلك ضد المسلمين اليوم، أو السكان الأصليين كل يوم. بكل الوسائل، دعونا نناقش  اختلافاتنا باحترام، بينما نحيك نسيجا من الخبرات المشتركة نحو دولة أكثر احتضانا للجميع. 



اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق