الجمعة، 10 أبريل 2020

ثلث الكنديين العاطلين عن العمل ليسوا مؤهلين للحصول علي معونات البطالة او دعم الإغاثة الطارئ خلال أزمة كورونا


إن أزمة البطالة التي حدثت في كندا علي أثر فيروس كورونا  تدعو إلى ضمان حد ادني من الدخل لكل مواطن. ويقول بعض الاقتصاديون إن مجلس إدارة الدخل وإعانات الأجور الكندية يري الحاجة إلى دخل أساسي عام.


وتقول جيسي جولم ذات ال31 عام: إن مشاق العمل اليومية ترهقها بشكل كبير في حين أنها تعمل في ثلاث وظائف، تعمل في تمشية وتدريب الكلاب، تدرب العزف علي البيانو وتحاول بجانب ذلك إلي شق طريقها في مجال التصوير الفوتوغرافي. ورغم ذلك هي لا تستطيع توفير نفقاتها الأساسية. وقد كانت جيسي لمدة كبيرة تعيش تحت خط الفقر حتي أستطاعت الحصول علي دخل أساسي أخيراً

حيث كانت جيسي جزء من مشروع أونتاريو للدخل الأساسي التجريبي،لكن ذلك المشروع لم يدم طويلا ً بالرغم من أنه كان أكبر تجربة من نوعه في العالم. فإنه في خلال سنتين أعطي لأكثر من 4000 فرد من سكان أونتاريو الذين يتقاضون دخل قليل و معدومي الدخل.دخل يصل إلي 17000$ سنوياً.


ولكن دوغ فورد قد ألغي مشروع أونتاريو للدخل الأساسي. فقد قرر بعد أن وصل للسلطة كحاكم لمقاطعة أونتاريو  في صيف عام 2018 إيقاف مشروع أنتاريو للدخل الأساسي.

وقد قالت الحكومة الكندية مسبقاً أن البرنامج سيكلفها $50 مليون في العام الواحد، وكان من المفترض أن يستمر لثلاث سنوات لكنه فشل في مساعدة سكان المقاطعة علي التحول إلي مرحلة الإستقلال المادي و المساهمة في الإقتصاد.


والأن تواجه موجات بطالة غير مسبوقة،نتيجة لفيروس كورونا المستجد،ويوجد في ذات الوقت مطالبات لرجوع برنامج الدخل الأساسي مرة أخري.
فإن تلك الأزمة تؤكد علي ضرورة وجود نظام قادر علي العمل بسرعة وبسهولة علي سد أحتياجات الشعب،ليس فقط في أوقات الأزمات الإقتصادية،ولكن في كل الأوقات.


وقد قال زعيم الحزب الوطني الديموقراطي جاميت سينغ: "أن أزمة وباء كورونا سلطت الضوء على كيفية تخلي نظام التأمين عن العمالة في كندا."
وأضاف " اأن  الازمة التى نحن فيها الان اظهرت الثغرات فى شبكة الأمان الإجتماعي الخاصة بكندا وهي توضح بشكل خاص مدى عدم قدرتنا لرعاية الناس عندما يحتاجون الى دعم مالى فورى ومباشر " .

"وتابع"60%من العمال يعملون بدوام جزئي ومنهم من يعمل بشكل مستقل فبلتالي هم غير مؤهلين لنظام التأمين العمالي.
وقد كان ذلك السبب الرئيسي الذي دفع الحكومة لأنشاء برنامج "إستحقاق الإستجابة الطارئة الذي يمنح العاطلين عن العمل إعانة تصل إلي 2000 دولار شهرياً لمدة تصل إلي 16 أسبوع.


ولكن وفقا لتحليل أجراه المركز الكندي لبدائل السياسات فإن ثلث الكنديين العاطلين عن العمل ، ويقدر عددهم حوالي 862،000 شخص ، ليسوا مؤهلين للحصول على الدعم الصحي أو نظام الإغاثة الطارئة
وقد قال رئيس الوزراء جاستن ترودو: إن المزيد من المساعدة ستأتي قريباً لأولئك الذين لا يتأهلون للإغاثة الطارئة، وتأمل غولم وآخرون في أن يعلن عن دخل أساسي شامل، ولو مؤقتاً.


قضية الدخل الشامل للمعيشة

وقال كوامي ماكنزي، الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث معهد ويلزلي، إنه نظراً لأن العديد من العاطلين عن العمل في كندا لا يمكن مساعدتهم من خلال إجراءات الطوارئ التي اتخذتها الحكومة، فإن الدخل الأساسي الشامل منطقي إلي حد كبير.
وأضاف إن نظام السلامة الاجتماعية في كندا يحتاج إلى إصلاح شامل لأنه تم إنشاؤه في فترة كان فيها معظم الناس لديهم وظائف يتمتعون فيها بدعم كامل حتي بعد تقاعدهم أو عند المرض ولكن الأن ، فان 53%يعيشون اليوم بيومه،مما جعل الشعب يتعرض لخطر كبير عندما جائت أزمة مثل أزمة كورونا.
وأضاف أيضاً أن هناك فرضية تفيد بأن الناس إذا أصبحوا عاطلين عن العمل،فالحكومة حينها لا تريد أن تعطي لهم الكثير من الأموال لتمنع اليأس إن يدب في أرواحهم.

وشدد علي أن الإقتصاد لم يعد مثلما كان، كان معظم الناس يعملون في قطاعات خدمية قائمة علي تقديم الخدمات، لكن الأن معظمهم يعملون في صناعات قائمة علي الأفكار، فيجب علي الناس أن يكونوا قادرين على توليد الأفكار ويجب أن يكونوا قادرين أيضًا على الذهاب إلى العمل.


وقال أيضاً:أن الناس أصبحت قوتهم الشرائية كبيرة مقابل دخلهم فهم عندما يخرجوا من العمل عن التقاعد أو الإستقالة تكون لديهم ديون أكثر بكثير من مدخراتهم.

كندا قادرة علي تحمل الدخل الأساسي العام

قبل أزمة كورونا كانت قد قالت هيئة مراقبة الميزانية البرلمانية الكندية أن برنامج الاتحاد الفيدرالي العام لضمان الدخلي سيكلف 43 مليار دولار في عامه الأول ويستفيد منه 7.7 مليون شخص، وهذا ليس مبلغا ضخما من المال عندما تنظر إلى أن أوتاوا تنفق 23 مليار دولار على استحقاق الطفل الكندي ، والمقاطعات تنفق 20 مليار دولار على مساعدة الدخل و 50 مليار دولار لأمن الشيخوخة.
وبينت بعض الأبحاث أن الدخل الأساسي الشامل يمكن أن يخفض تكاليف الرعاية الصحية بنسبة 8.5% ويسفر ذلك عن "انخفاض كبير في نفقات النظام الصحي".
وكانت هناك نتيجة أخرى ظهرت وهي أن معدل التخرج من المدارس الثانوية زاد بشكل كبير بسبب انخفاض الضغط المالي على الأطفال للانقطاع عن الدراسة والبدء في العمل للمساعدة في إعالة الأسرة.
روث ويستكوت هي من سكان ثندر باي التي شاركت في المشروع التجريبي في أونتاريو. لديها أحوال صحية سيئة فدائماً لديها صداع نصفي في أغلب أوقات يومه وذلك جعل من الصعب بالنسبة لها للحفاظ على وظائف فهي عملت سابقاً كمحللة وباحثة مالية
وقالت إن التخلص من الإجهاد المزمن الذي شعرت به عندما كانت قلقة بشأن المال ودفع الإيجار سمح لها بالتركيز على صحتها. تقول ويستكوت إنها كانت قادرة على الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول الطعام بشكل جيد ، والاستمرار في العمل كمساعدة أبحاث ، وهي وظيفة لا تزال لديها حتى اليوم.
وتتلقى ويستكوت استحقاقاً للإعاقة من حكومة المقاطعة، لكنها تشعر بالقلق إزاء الرواية اليمينية التي تشير إلى أن الدخل الأساسي العام يحل محل أشكال أخرى من الدعم الحكومي.

مساعدة لأفقر الناس في جميع أنحاء كندا

وكان الدخل الأساسي الوطني الشامل جزءاً من برنامج حملة سينغ. وقال إن رؤيته لهذا البرنامج لا تشمل الحد من أنواع الدعم الأخرى التي يتلقاها أشخاص مثل ويستكوت. ويقول إن هناك حاجة ماسة إلى حل على نطاق كندا.
وقال سينغ: "خلال هذه الأزمة، فإن أفضل طريقة لمساعدة الناس الآن هي جعلها ليست عملية تقديم طلبات ، حيث يتعين عليك اختبار من يحصل عليها ومن لا يحصل عليها. "مجرد إرسال الدعم للجميع ويمكننا فرض ضرائب عليه مرة أخرى بعد ذلك. بعض الناس لا يحتاجون إليها، ولكن هذا هو السبب في أن نظامنا الضريبي يمكن أن يستعيد ذلك في الدورة الضريبية القادمة".

تقديم المساعدة لفقراء كندا

وكان الدخل الأساسي الوطني الشامل جزءاً من برنامج حملة سينغ. وقال إن رؤيته لهذا البرنامج لا تشمل الحد من أنواع الدعم الأخرى التي يتلقاها المواطن الكندي ويقول دائماً: إن هناك حاجة ماسة إلى حل شامل يتم على نطاق كندا كاملة
وقال سينغ: "خلال هذه الأزمة، فإن أفضل طريقة لمساعدة الناس الآن هي جعلها ليست عملية تقديم طلبات ، حيث يتعين عليك اختبار من يحصل عليها ومن لا يحصل عليها. "مجرد إرسال الدعم للجميع ويمكننا فرض ضرائب عليه مرة أخرى بعد ذلك. بعض الناس لا يحتاجون إليها، ولكن هذا هو السبب في أن نظامنا الضريبي يمكن أن يستعيد ذلك في الدورة الضريبية القادمة".
فإن الأزمة لديها القدرة على تغيير النقاش حول الدخل الأساسي الشامل، إن الخسائر الهائلة في الوظائف الناجمة عن الفيروس قد تكون فرصة لتعزيز التعاطف مع العمال الضعفاء وغيرهم ممن يحتاجون إلى دخل سنوي مضمون
في الماضي كان من السهل جدا بالنسبة لأولئك الذين لديهم وظائف منتظمة تصور إنهم مختلفون بطريقة أو بأخرى عن الناس الذين يحتاجون إلى مساعدة في الدخل. "أحد الأشياء التي يقوم بها الوباء الحاليل هي أن تجعل من الواضح للكثير من أبناء الطبقة المتوسطة إن الوظائف والأرواح التي كانوا يعتقدوا أنها آمنة للغاية هي في الواقع غير مستقرة للغاية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق