السبت، 14 فبراير 2015

لماذا ينجح البعض ويفشل أخرون في كندا؟ الحلقة الأولي



سوف يقوم موقع كندا بالعربي في الأيام المقبلة بنشر سلسلة مقالات نشرها الصحفي مفيد فوزي ضمن كتابه :كندا حلم المهاجرين , وهو يتناول فيها بواقعية شديدة احوال المهاجرين العرب في كندا وينظر في العوامل التي تقودهم الي النجاح أو تجرهم الي الفشل. فيما يلي الحلقة الأولي من المقالات:



  ان المجتمع الكندي يشبه معسكر عمل صارم له لوائحه من يتبعها ينجو ومن يصطدم بها يواجه متاعب جمة!!

   أولا
  الصورة ، بكل وضوح ، ليست وردية وأبادر وأعترف أنى لست متشائما كما يبدو من السطر الأولي ولكني لا أريد أن اشارك في عملية "تضليل" للشباب الذين يفكرون في الهجرة الي كندا أو استراليا أو أمريكا. فقد ظهرت في الفترة الاخيرة بعض الكتب التي تزين للشباب فكرة الهجرة, "وتعدهم" بثروات هائلة تترواح بين المائة الف دولار والمليون دولار!!

   وقد وجدت هذه الكتب صدي في نفوس الشباب وحفزتهم الي الهجرة بدون أساس, وكانت النتيجة : الاخفاق التام!! وكم تمنيت انشاء مكتب يلتقي بالمهاجرين قبل أن يبدأو اجراءات الهجرة ويبالغو في احلامهم. فهذا اللقاء "الحنون" يقوم بمثابة الأب الناصح فاما أن يبارك أحلام المهاجر أو يثنيه عن عزمه بعد اقناعه, ذلك أن الهجرة ليست نزوة وليست مغامرة خصوصا اذا كان الي بلاد بعيدة مثل كندا أو أستراليا.


   وانا مقتنع تماما أن المهاجر الناجح أحسن ألف مرة من المواطن المحلي الخامل. لأن كل مهاجر مصري هو سفير لبلاده. والمهاجر السيئ يصبغ صورة كل المهاجرين بالسوء. والنجاح تحت سماء كندا بالذات ليس حلما سهل التحقيق. والاخفاق تحت سماء كندا ليس أمرا بعيد الحدوث. فالنجاح أو الاخفاق مسألة تخص المهاجر نفسه, ولكنها تلون حياة أسرته بالبهجة أو المرارة.

  ومئات المهاجرين الذين اخفقو يحجبون عن اسرهم صور اخفاقهم لاعتبارين: الاعتبار الاول هو عدم ازعاج أسرهم التي ضحت بالكثير, والاعتبار الثاني هو تحاشي شماتة الاخرين فيهم لاخفاقهم. ومن هنا أجد نفسي مضطرا أن اخاطب الاسر المصرية التي تفكر في الهجرة, كلها أو احد افرادها. ان نقل الصورة بأمانة مهما كانت مرة, اشرف من تزيفيها والوعد بمليون دولار.

    ثانيا 

    ان نجاح اسرة مهاجرة لا ينبغي أن يكون قاعدة لكل أسرة مصرية هاجرت. واخفاق شاب مهاجر ليس أيضا قاعدة تدين كل الشباب المهاجر بالاخفاق. لقد اختلطت بالمهاجرين في كندا..المصريين والعرب..لم ألتقي بهم كصحفي, ولكن كصديق. وهذه التفرقة هامة وضرورية لأن المهاجرين اعتادو عند لقاء أي صحفي مصري أن يبالغو في حلاوة و"طراوة" الصورة, واعتادو وفي ذهنهم اعتبار أن هذه التصريحات ستنشر مع صورهم في صحف ومجلات مصر, أن يضيفو من عند أنفسهم قصصا خيالية بعيدة عن الواقع, تصورهم كأصحاب الملايين, يملكون بيوتا ويخوتا علي ضفاف البحيرات!

  ولم تكن علاقتي بالمهاجرين في كندا علي هذا النحو الكاذب. كانت علاقة أصدقاء يجمعهم الحنين لمصر تحت سماء كندا, ومن هنا كان الحوار خاليا من المبالغات. كان واقعيا وصادقا.


   قال لي أحدهم في "أوتاوا" العاصمة الكندية: لو انني استمعت الي نصيحة اخي لكنت اليوم أسعد حالا, ان الحياة هنا مريحة بالنسبة للسائح او الزائر, ولكنك لو توغلت فيها لاكتشفت أنها قاسية ومريرة".


  قال لي أخر, وكنا نتناول الغذاء في مطعم في مونتريال: لو أكملت دراستي في مصر, لكنت اليوم أهدأ بالا, كنت قصير النظر. فرحت بفكرة السفر, ربما لأن المصري لم يتعود علي الترحال, سافرت وتعذبت, واسترحت, ولكن العذاب يقف علي باب بيتي, أقصد باب الحجرة التي أعيش فيها منذ 4 سنوات ففي كل لحظة أتصور نفسي مطرودا من العمل, انه شبح مخيف, فمابالك برب أسرة عنده أولاد؟

قال لي ثالث: جئت الي كندا وأنا أتصور أنني سوف أغرف من الدولارات ماأشاء, منذ اليوم الأول أدركت اني خدعت. خدعتني أقوال اقارب سبقوني في تجربة الهجرة. بما أن أصابع اليد الواحدة ليست متشابهة, فان المهاجرين لايتساوون في القدرات.

هذه الاعترافات التي سمعتها وعشت تفاصيلها أكدت لي ثلاثة حقائق:
1- أن بعض المهاجرين سافرو وراء فكرة السفر والمغامرة.
2-أن بعض المهاجرين قلدو أصدقاء أو أقارب سبقوهم في الهجرة.
3-أن بعض المهاجرين, نتيجة حالات نفسية عاشوها في مصر, قررو الهجرة.

   ثالثا

  الهجرة ليست مجرد قرار يصدره انسان, وبعدها يبدأ في القيام باجراءات الهجرة والسفر, الهجرة استعداد, الهجرة تكوين نفسي وملكات شخصية.

....يتبع



اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

هناك تعليقان (2):

  1. المقال لايجيب على السؤال الذي يطرحه! امل الايجاز في الجزء الثاني

    ردحذف
    الردود
    1. بالفعل الاجابة سوف تتضح في الحلقات القادمة. شكرا علي متابعتنا

      حذف