الأحد، 22 فبراير 2015

لماذا ينجح البعض ويفشل أخرون في كندا؟ الحلقة الرابعة


يقوم موقع كندا بالعربي بنشر سلسلة مقالات ضمنها الصحفي مفيد فوزي ضمن كتابه :كندا حلم المهاجرين , وهو يتناول فيها بواقعية شديدة احوال المهاجرين العرب في كندا وينظر في العوامل التي تقودهم الي النجاح أو تجرهم الي الفشل. فيما يلي الحلقة الرابعة من المقالات: 

   ان المهاجر الناجح يدفع ضرائب باهظة عن دخلة الكبير. ومن هذه الضرائب ينفق علي المهاجرين في حالة البطالة والتراخي والكسل. ان المهاجر المصري الناجح هو الذي يتخلص من عيوبه الاجتماعية وهو في طريقه الي كندا....او اي بلد خر.
ان كندا كما قلت مجتمع عمل جاد, وراحة جادة ايضا. وكندا تتيح للانسان ان يعمل بطاقة 75% ويحمي انتاجه بطاقة 25% وليس العكس!

  والمهاجر الذي ينقل معه عيوبه, يفاجأ بان هذه العيوب تسللت الي عمله وحياته وكيانه, ونخرت في مستقبله كالسوسّ!

قابلت عشرات المهاجرين, وروي كل واحد منهم علي حدة حلم حياته في مشروع يدر عليه الاف الدولارات شهريا...ولما قلت لهم , لماذا لا تجتمعون انتم العشرة وتدخلون برأس مال واحد لتبدأوا هذه المشروع فيدر عليكم جميعا ألاف الدولارات؟
خفضو رؤوسهم...وتعلل كل واحد منهم بمنطق ذاتي.
وكل التعليلات لا تخرج عن معني واحد: الانانية وافتقاد الثقة! واذا كانت الصورة غير الوردية قد فاجاتني في كندا, فهناك صورة وردية لمهاجرين مصريين, ربما فاقو مهاجري دول اخري في النجاح. علي اني لابد أن اسجل أن المصري عندما هاجر الي كندا اشتغل موظفا.

ان طموح المصري لا يزيدعلي الاستقرار, ولكنه لايعرف كزميله السوري او اللبناني المغامرة والجرأة والنجاح التجاري الباهر.

ولابد من المضي في الصراحة..

ان بعض المهاجرين يزورون المعلومات التي يقدمونها للسفارة والسلطات الكندية ابتغاء العمل والسفر. يحكي لي الاستاذ رمزي ملطي وهو يعمل مدرسا في مدرسة باكنجهام القريبة من اوتاوا: اعرف مهاجرا مصريا للأسف قام بعملية تزييف في أوراقه, قدم شهادات لم يحصل عليها. قدم وثائق لا علاقة له بها...قدم مستندات خيالية. كل هذا في سبيل الموافقة علي سفره ومنحه الاشارة الخضراء كمهاجر. لقد كان نتيجة اكتشاف هذا التزوير تخفيض مرتبات المدرسين وسوء السمعة. صحيح انه حادث فردي, تكرر احيانا علي فترات ولكنه ليس قاعدة. فقط ينبغي علي المهاجر الامانة في تقديم المعلومات.

ان السفارة الكندية في القاهرة, كانت تصدق المعلومات التي يقدمها المهاجر, ولم تكن تتأكد من صحة المعلومات وسلامتها, لأن عدم الأمانة يقع ضرره علي المهاجر نفسه, ان المهاجر يغش نفسه في نهاية الامر!

 هناك مهاجر قدم وثائق انه صيدلي ثم اكتشف امره في كندا, تم اكتشاف انه مجرد مساعد فني بسيط, هذه الحالات تحيط المهاجر المصري بنظرات الريبة والشك.

ان المهاجر المصري يجد في انتظاره كل شئي بالتقسيط: بيت وأثاث وسيارة ويستطيع ان يدفع اي مبلغ كعربون ويشتري كل هذا بين يوم وليلة بلا اي مجهود أو عناء في البداية. وفي الماضي كان المهاجر يستطيع أن يستدين من البنك اي مبلغ, بلا ضمان, ولكن يبقي عليه واجب ثقيل وهو أن يسدد في الموعد والا سحبو من السيارة او البيت فورا بلا رحمة.
  ويستطيع المهاجر مقابل مبلغ يدفعه  شهريا ان يحصل علي بوليصة تأمين تكون بمثابة غطاء له اذا تعري  ماديا....أو اصيب في حادث, او حتي حرق بيته. هناك خمسون نوعا من الـتامين.
  ويستطيع أن يحصل علي تعويضات لأية اصابة, في العمل أو خارج العمل. تعويضات تصل الي الاف الدولارت يتمناها المهاجر احيانا لكي يحصل علي مبلغ يبدأ به مشروعا تجاريا!!

   كل هذه الميزات تجعل حياة المهاجر مريحة في الظاهر طبعا , ولكن عليك مقابل هذا ان تتأقلم علي الحياة الكندية وأن تكون في الواقع مواطنا كنديا. ان كندا تريد منك أن تطيعها ولا تعصي أوامرها. وكلمة أوامر ليست نكتة, ان القانون الكندي لا يعرف الرحمة. انه يطبق علي اصغر عامل واكبر مسئول في الدولة, واذا تصور المهاجرون أن القانون يمكن استغفاله مرة, فانه لايمكن استفغاله طيلة الوقت

...يتبع


اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق