الاثنين، 22 ديسمبر 2014

كندا لا تعترف بشرطي المرور!!

نقلا عن المساء

-بقلم محمد فودة

ليست النظافة وحدها هي مقياس الرقي لدي الشعب الكندي.. هناك مجالات أخري لا تستطيع إلا أن تبدي إعجابك بالتصرف الفطري الذي ينطلق منه هذا الشعب وهو يمارس حياته اليومية.. ومن بين هذه التصرفات الالتزام بقوانين المرور حتي ولو كانت المدينة تغط في نوم عميق أثناء الليل.
يلفت انتباهك أنك لا تري أحد رجال المرور يقف في الشارع حتي لمجرد المراقبة.. في وسط مدينة "تورنتو". وفي الأحياء التجارية الكل يلتزم بإشارة المرور ولا تجد سيارة علي الاطلاق تتخطي هذه الاشارة أو تحتال عليها بأي نوع من الحيل.
وفي المدن الملاصقة لـ "تورنتو" أمثال "ميساساجا" أو "بيرلنتون" أو "هاملتون" أو "أو كفل" أو غيرها من المدن التي تشبه حلوان في مصر أو المعادي أو الرحاب أو التجمع الخامس لا توجد إشارة مرور بل هناك عند تقاطع الشوارع تجد لافتة مكتوبا عليها "Stop" يعني أنك يجب ان تقف بسيارتك ولا تتخطي هذا المفترق إلا بعد أن تتأكد أنه لا توجد سيارة قد سبقتك إليه.
وهناك عرف أو تعليمات مرورية علي الأصح أن السيارة التي تسبقك إلي هذا التقاطع ولو بثوان معدودة هي تتخطاه قبلك.. فإذا لم تلتزم أنت وأردت المرور قبلها.. تفاجأ في لحظات معدودة أن سيارة الشرطة تلاحقك وتعطيك إشارة للوقوف.. فتقف ولا تترجل من السيارة بل يأتيك رجل المرور. ويطلع علي الرخص ثم يحرر لك مخالفة وهي مؤذية بمعني الكلمة لأنها لا تقل عن مائة دولار.
للمشاة الأولوية في العبور.. فإذا كنت بسيارتك في مكان فيه اعداد من الناس فعليك أن تقف إلي أن يمر هؤلاء المشاة حتي ولو كان فردا واحدا. ثم تتحرك بسيارتك.. فإذا أخطأت ـ وأقول أخطأت ـ وسرت بالسيارة قبل مرور أحدهم سوف ينظرون إليك علي انك متخلف عقليا أو علي الأقل "قليل الذوق"!!
لسيارات المدارس حصانة خاصة في المرور.. فإذا وقفت سيارة منها في الشارع لصعود تلميذ أو تلميذة أو طفل أو نزول أحدهم منها فيجب علي جميع السيارات سواء القادمة من خلفها أو من أمامها أو من الجانب الأيمن أو الأيسر أن تتوقف تماما عن الحركة. ولا تباشر سيرها إلا بعد أن يطمئن سائق سيارة المدارس أن الطفل أو التلميذ بلغ المكان الآمن بعيدا عن السيارات.. عندئذ تتحرك كل السيارات متجهة إلي الأماكن التي تقصدها.. والمخالفة في هذه الحالة تكون مضاعفة لأن ذلك يهدد حياة الطفل أو التلميذ.
إذا قدر لك أن تسافر من مدينة إلي أخري ـ وقد سافرت بالفعل من مدينة "أو كفل" إلي مدينة "ويندزور" لمقابلة الطبيب المعالج. وبين المدينتين 300 كيلو متر تقريبا.. تجد هذه الطرق ثلاث أو أربع حارات تكون الحارة الأسرع هي التي تقع علي يسار الطريق.. ثم الأبطأ فالأبطأ بجوارها.. وهنا تجد سيارات النقل الثقيل تلتزم بالحارات الأبطأ.. فإذا كنت بسيارتك تمشي في الحارة الأسرع ووجدت سيارة تتقدمك فعليها أن تخلي لك الطريق بالانتقال إلي الحارة الأبطأ.. وهكذا.
فهذه الطرق لها ضوابطها وآدابها التي لا يمكن لأحد أن يتخطاها.. ومن هناك يمكن أن تقع حادثة مرور. وإلا فإن التأمين علي السيارة يتضاعف وربما تصل الأمور إلي سحب الرخص!!
وأترك للقارئ المقارنة بين فوضي وبلطجة المرور في مصر وبين ما شاهدته في كندا. 



اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق