الجمعة، 20 مارس 2015

اعترافات مهاجرين بدأوا من الصفر في كندا

 
 
     أجمل ماسمعت من المهاجرين في كندا انها -أي كندا-كامرأة جميلة ذات كبرياء, تعذبك ثم تعطيك. تؤرقك ثم تسخو عليك! فاذا بذلت من أجلها كثيرا, أحبتك كثيرا, واذا أهملتها نسيتك, وضنت عليك حتي بالنظرة!

انها تعرف أنها جميلة وعطاؤها يتطلب المعاناة والتضحية!!

وهذه هي اعترافات المهاجرين الذين نجحو معها ...بذلو , وضحو...فابتسمت لهم وسخت عليهم:

عملت كمنظف نجف


     اسمي راجي عبد الملك ,كنت موظفا في البريد في مصر. قررت الهجرة  رغم أني لم أكن أشكو أي ضيق مادي. كنت قد تخرجت في كلية التجارة و كنت اعمل في البريد. قرأت عن كندا الكثير. سألت طبيبي هل الثلج يضاعف الربو الذي أشكو منه؟ فقال لا , فقررت خوض التجربة. أقول التجربة وليس المغامرة. بدأت أعد اوراقي...وسافرت الي كندا وقيدت اسمي في مقر المهاجرين وطلبت العمل في الصيانة. أهملت تماما الشهادة الجامعية. اكتشفت انها رخصة في مصر فقط...العرق هنا يدوي.

   درست الصيانة علي الطريقة الكندية. اتممت خبرتي الكندية في عام واحد اشتغلت خلاله زبالا وحمالا في محطة سكة حديد وسائق تاكسي ومرمطونا في فندق ومنظف نجف. وبعد عام كامل ذقت فيه المر التحقت بمصنع الات كهربائية. واصبحت أتقاضي بعد مرور خمسة سنوات 8 دولارات في الساعة أي 320 دولارا في الاسبوع يوم السبت كنت اتقاضي 16 دولارا في الساعة ويوم الأحد ثلاثة أضعاف (الاجر بأسعار السبعينات).

  كنت أعرف أن كندا لاتبتسم طويلا للمهاجر. أودعت نقودي في البنك, ابتعدت عن المغامرات. كان لي أصدقاء من المصريين يلعبون القمار علي سبيل التسلية. رفضت أن أقامر بعرقي! أتمرد علي هذه النظرية الهدامة, اشتهي اشياء كثيرة يسيل لها لعابي...ولكني "فرملت" نفسي بشدة. لقد كانت الأعمال الصغيرة التي أقوم بها تعذبني.

  الانتقال من مرحلة الي مرحلة يثير في النفس أشياء كثيرة. ولكني فهمت أو هكذا أدعي سر هذه الأرض. ان عطاؤها ليس أمرا هينا . انك تبذل من أجلها الكثير حتي تبتسم لك. وقد ابتسمت لي كندا أخيرا. وتدرجت في المناصب بسرعة...أصبحت مسؤول الصيانة في المصنع. كسبت ثقة الكنديين بمهارتي...بمواظبتي...بهدوئي بكفايتي بصبري بايماني العميق أن الجهد هنا في كندا لن يضيع..لن يذهب هباء لان ابن خالة المدير يطمع في هذا المنصب! اعتبرني سعيدا.



درست سوق مهنتي جيدا في كندا


   اسمي منيب زكي, تخرجت في كلية طب الاسنان في القاهرة, كنت أشكو القلق من الحياة في مصر...انه ينخر في النفوس كالسوس!

   قبل أن أفكر في الهجرة, درست طبيعة المجتمع الكندي, وموقع طبيب الأسنان علي خريطته. اكتشتف معلومات هامة. خذ عندك: أغني الناس في كندا يرسلون أبنائهم الي كلية طب الاسنان. طبيب الأسنان له مكانة اجتماعية تفوق مكانة المهندس والطبيب البشري, و يصل دخل طبيب الأسنان أحيانا الي اعلي من دخل  رئيس وزراء كندا. طبيب الاسنان بعد 10 سنوات من مزاولة المهنة يعمل ستة أشهر فقط, أما الستة أشهر الأخري فيقضيها في أوروبا...لو عملها في كندا فسوف يذهب دخله للضرائب...يفضل أن يستريح ليعود بعد 6 اشهر نشيطا..

   أي طبيب أجنبي مثلي لا يدخل كلية طب الاسنان في كندا الا بعد أن يمتحن ليدخل الكلية ويقضي 3 سنوات. من خمسين طالبا تقدمو للكلية نجح 8 فقط. أنا واحد منهم. بعد أن يتم الطالب الدراسة يتقدم لامتحان أخر. اذا نجح فيه يمنح رخصة مزاولة المهنة.بعد التخرج عملت في أول مصنع للأسنان في كندا كمساعد لطبيب يقوم بأبحاث في هذا الشأن. المصنع متخصص في مواد الأسنان الأطقم الصناعية وعظام الفك.

   ولمعلوماتك أيضا مهنة طب الاسنان لا تدخل في التأمين الصحي وخلع الضرس يتكلف 250 دولارا وأقل ضرس صناعي يتكلف 1000 دولار. وقبل أن أقرر الهجرة كنت  أعرف أن الناس في شمال أمريكا يفقدون أسنانهم بعد سن الخامسة والعشرين رغم العناية بها. فكلما ازدادت المدنية هبطت الاسنان وتساقطت. الأكل السريع في المطاعم, والعلب السهلة في وقت الظهر. كل هذا لا يعطي للأسنان مناعتها. هذا الفهم لعلاقة الكنديين بطبيب الأسنان حفزني للسفر والهجرة والدراسة الشاقة من جديد.

تكاتفنا معا

     اسمي فوزي سيدراوس. التحقت بشركة أدوية في كندا...مجرد  موظف صغير, وظللت أعمل وأتفاني, حتي أصبحت الأن بعد 4 سنوات مراجعا للحسابات لكل فروع الشركة المترامية من فانكوفر الي سانت جونز. تسألني ماسر نجاحي؟ أقول لك: صبرت وصبرت وصبرت حتي نلت. اني اقيم تمثالا للصبر.

    هذه نقطة , والنقطة الثانية أن البداية الصغيرة لم تزعجني. بالعكس...لقد كانت جسري للعمل الذي أحلم به, ان تجربتي في كندا, أنا وزوجتي, ربطت بينننا عمقا لا حدود له. لقد جعلتنا الحياة القاسية في كندا نعيد النظر في حساباتنا. لابد للمهاجر من بعض " المرمطة" حتي يدعم نفسه..هذا ثمن النجاح.

  تسألني كيف استقبلت قسوة الجو...كان الشتاء الأول هو الامتحان الذي اجتزناه بنجاح. لابد من السقوط فوق الثلج عدة مرات, لابأس من نزلات البرد الحادة, لابد من تجمد أطرافنا أحيانا, وقد تحدث حادثة بالسيارة. لكن الله ستر. هذا كله لم يفت في عضدي. ان عبور أي حاجز هو ضروري للمهاجر. ان الهجرة ليست فسحة صيد. انها تجربة شاقة. وتكاتفنا أنا وزوجتي ونجحنا! وهذه الابتسامة التي تلمحها الأن انتزعناها من وسط العلقم.



مقتطفات من كتاب: كندا حلم المهاجرين, مفيد فوزي 


اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

هناك تعليق واحد:

  1. كتاب شيق ولكن للاسف الأستاذ مفيد فوزي رك فيه على تجارب المهاجرين المصريين الأقباط بالتحديد

    ردحذف