الجمعة، 24 أكتوبر 2014

لاجئون يخاطرون بحياتهم للدخول الي كندا عبر الولايات المتحدة



مهاجرون يخاطرون بحياتهم. مهربي بشر و دوريات حدود ... هذه هي الأمور التي عادة ما ترتبط مع الحدودز الأمريكية-المكسيكية. ولكن الحدود بين كندا والولايات المتحدة أصبحت انعكاسا لجارتها الجنوبية بشكل متزايد من حيث انعدام القانون فيها. ويقول المسؤولون عن إنفاذ القانون والخبراء الذين يعملون مع اللاجئين بالقرب من الحدود أن المهاجرين يتعرضون للاصابة وأحيانا يموتون أثناء قفزهم من القطارات وعبورهم الأنهار  وقطعهم للغابات أثناء فصل الشتاء في محاولة للوصول الى كندا.

ويشير براين بيرن وهو رقيب في شرطة الخيالة الملكية الكندية الي حادثة وقعت منذ بضعة سنوات قائلا  "تلقينا مكالمة من دوريات الحدود في الولايات المتحدة  تقول أنهم يرون بعض المسارات في الثلج وأن البعض  قد عبرو الحدود, فاستجبنا للمكالمة ووجدنا رجلا ملقيا في الثلوج و كان يعاني من انخفاض  درجة حرارة الجسم  وفي حالة سيئة جدا. فنقلناه الي المستشفي حيث اضطر الطبيب الي بتر يد وقدم له".

أما الراهبة جودي كارول فقد سمعت بحوادث مشابهة . وتدير جودي مركزين  لللاجئين على طول الحدود  حيث تقوم بمساعدة الكثير من المهاجرين غير الشرعيين الذين  تكبدو مخاطر لا تصدق  محاولين عبور النهر وجسر السكك الحديدية الذي يفصل بين فورت إيري بأونتاريو وبافالو بنيويورك. وتعلق الأخت جودي "هناك شخص واحد فاجأه القطار أثناء عبوره وصدمه مما أدي الي بتر ساقيه. عندما يكون  البشر يائسون فسوف يفعلون أي شيء ليأتو الي هذه البلاد بأي طريقة ممكنة".

أما ريبيكا وهي مثلية جنسيا من السلفادور فتقول " كنت خائفة ويائسة". وقد كانت ريبيكا علي استعداد لفعل أي شيء للهرب من بلدها حيث تتعرض للخطر بسبب ميولها الجنسية. وكانت ريبيكا قد انتقلت للعيش مع صديقتها المثلية في السلفادور ولكن زوج صديقتها المهجور اكتشف الأمر وقام بالهجوم عليها بمساعدة اثنين أخرين فحطمو سيارتها وضربوها وحاولو اغتصابها, مما أدي الي هرب ريبيكا الي الولايات المتحدة. ولأنها تعلم أن الولايات المتحدة قد رحلت أناس مثلها من قبل فقد قررت الي التوجه الي الدولة الأمنة الوحيدة التي تعرفها وهي كندا.

-

 
-
لكن الأبواب إلى كندا لم تكن مفتوحة كما كانت عليه من قبل. فالأمر يتطلب الأن وجود صلات عائلية في كندا لاستقدام اللاجئ. وبينما كان من الممكن في الماضي طلب اللجوء علي الحدود فينبغي علي اللاجئ الأن الوصول الي داخل كندا للمطالبة قانونيا بوضع اللاجئين .ويسمى هذا القانون اتفاق البلد الثالث الآمن  وقد صدر بعد 9/11 ودخل حيز التنفيذ في أواخر عام 2004. وكان من المفترض أن يؤدي الي إحكام الحدود، وحماية كندا من الإرهابيين وخفض عدد طلبات اللجوء. لكن العديد من الخبراء الهجرة وضباط إنفاذ القانون يقولون أنه قد أدي الي  زيادة عدد الأشخاص الذين يخرقون القانون للوصول الى كندا, حيث شهدت الحدود منذ العام 2005 تضاعفا في عدد الأشخاص غير الشرعيين القادمين من الولايات المتحدة إلى كندا.&
و كانت ريبيكا واحدة من هؤلاء الناس الذين لا يحملون وثائق  لأنها لم يكن لديها أقارب في كندا و لا يمكنها طلب اللجوء عند الحدود. وخلال منتصف الليل وجدت نقطة صغيرة معزولة علي الحدود تبدو فارغة وهكذا استمرت في المشي مجتازة عشرات الكيلومترات على طول الطريق إلى مونتريال.

"لقد كنت أفرز الكثير من الأدرينالين  فأنت تشعر بالتوتر. ولكني لم أتوقف  برغم أنني كنت أنزف بشكل سيئ. كنت أرى الدم على حذائي  ولكني  توقفت بعد 7 ساعات من الجري. كنت خائفة ". 

 قصص مثل ريبيكا تبدو شائعة على نحو متزايد. فمزيد من المهاجرين يحاولون ايجاد وسيلة للالتفاف حول أحكام قانون البلد ثالث الآمن. وفي عام 2012 أفادت دراسة أمريكية أن التسلل الي كندا عبر الحدود قد زاد بنسبة 57% خلال العامين السابقين علي الدراسة.

وقد وصل الأمر من السوء في العام 2012 الي درجة اعتراف جيسون كيني وزير الهجرة الكندي حينها  أن القانون غير مجدي. وبرغم هذا الاعتراف بفشل قانون البلد الثالث الأمن الا أن وزارة الهجرة الكندية مازالت حريصة علي تطبيقه. وبالنسبة لريبيكا فقد كان قانون البلد الثالث الأمن غير ملزم, فقد وجدت طريقها في النهاية الي ملجأ لحماية الاجئين في تورنتو وهي حاليا تعمل كادارية في كلية  بعد أن حصلت علي الجنسية الكندية. وتقول ريبيكا:

"اذا كنت تستقبل اللاجئين في بلدك, فما هو الفرق بين الحدود وداخل البلد؟ لم أكن أفعل أي شيء غير قانوني, كنت فقط أحاول أن أنقذ حياتي, واذا كان ينبغي علي في سبيل ذلك عبور الحياة والمخاطرة بحياتي, فسوف أفعل ذلك".

المصدر



-

-

اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق