نقلا عن النهار
"لربيع العربي" الذي هلّلت له وسائل الاعلام الغربية، حلّ خريفه ويبس باكرا فتساقط على ارض الصحراء القاحلة حيث لا نبت ولا زرع.
قيس غانم وايلي نصرالله يعرضان في هذا الكتاب وجهة نظر مختلفة لما نشاهده من صراعات وانتفاضات في العالم العربي بعد سنوات من الكتابة في السياسات العامة والقضايا العربية.
الكتاب موجه الى المهاجرين العرب، وخصوصا الاجيال الجديدة، والى الكنديين لمساعدتهم على اعادة النظر وتشكيل علاقتهم مع العرب المهاجرين، بناء على وعي جديد يحمله "الربيع العربي"، بحيث يحقق الامكانات لتغيير النظم السياسية، كي تبنى على مزيد من الديموقراطية والكرامة والتقدم.
يبدو ان الكنديين تأثروا بتهجم الصحف والاعلام على "الربيع العربي"، خصوصا بعد اخفاق الانتفاضات الشعبية في تحقيق اهدافها، بل انحرافها عن الشعارات التي نادى بها الشعب حين اجتاح الشوارع، بحيث عادت فسقطت في مرجل التنظيمات الاسلامية الاكثر استبداداً وقمعية والغاء للآخر من الانظمة القومية والماركسية. فهل يسطتيع هذا الكتاب ان يصحح البوصلة في اتجاه ربيع مفقود؟
اذا يبحث الكتاب في تأثير "الربيع العربي" على المهاجرين العرب الى كندا وعلى الكنديين.
ويبدو ان المهاجرين العرب يعانون ليس في كندا فحسب، بل في كل دول العالم، وهذا طبيعي في ظل التهويل الاعلامي مما يسمى "الارهاب الاسلامي" الذي تقع تبعاته بمجملها على العرب.
يعالج الكتاب بجرأة القضايا الآنية والدائمة والاشكالية التي تواجه المهاجرين، ويعكس جدلية والآراء بين المهاجرين والكنديين، آملاً ان يحقق خريطة طريق تظهر جوهر الرسالة التي يتوخاها، وهي بناء شبكة تواصل وثقة بين الطرفين. ويرمي الكتاب الى اقامة التفاهم بين الطرفين بعد سنوات من العمل الدؤوب في تطوير القيم والمفاهيم والعادات. هذه الروحية يضحي الكاتبان من اجل ايصال رسالتهم الى الجيل الجديد من المهاجرين.
يؤكد الكاتبان ان لديهما الرؤية نفسها والروحية ذاتها لتحقيق رسالة تثبيت القيم المشتركة بين جيلين جديدين من المهاجرين والكنديين، تقوم على ترسيخ النظم الديموقراطية افكاراً ومفاهيم، والمساهمة في مهمة مناهضة التخلف وتجاوز العجز في الدول العربية، بالبناء على اسس ومفاهيم العصر الحديث، وهي: الحرية والعلم الحديث وتمكين المرأة وتحررها.
وعلى الرغم من اختلاف ديانة كل من الكاتبين، فان القيم المشتركة للعالم الحدحيث تجمعهما، كما تجمعهما وجهة النظر الواحدة من القضايا المطروحة، والمهمة المرتجى بلوغها، والرسالة المشتركة بتطوير صلة الوصل بين المهاجرين العرب والكنديين على قيم حديثة على رأسها الديموقراطية والحرية وقبول الآخر بما هو عليه.
يطمح المؤلفات الى تحقيق تغيير طويل الامد في حياة المهاجرين العرب في كندا، استنادا الى مقولة رالف دبليو اميرسون: غاية الحياة ليس انت كون سعيدا، بل ان تكون مفيداً وشريفا وعطوفا، لجعلها طريقا الى التغيير، فتكون قد عشت وعشت جيداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق