السبت، 12 يوليو 2014

قصة أول امرأة محجبة في البحرية الكندية

وفاء الدباغ
استمرارا لسلسلة قصص المهاجرين الناجحين أتناول اليوم قصة وفاء الدباغ, وهي أول امرأة محجبة تلتحق بالقوات المسلحة الكندية. والحقيقة أن اصرارها علي النجاح وتمسكها بالحجاب, اتفقنا أم اختلفنا عليه, هي أمر يستحق الاعجاب  فايجاد وظيفة في كندا ليس أمرا هينا لمعظم المهاجرين فما بالك بامرأة محجبة تستطيع أن تلتحق بالجيش الكندي!!

وفاء هي فلسطينة ولد ت في مصر، وتربت في الكويت وجاء ت إلى مونتريال في عام 1990 في سن الثامنة والعشرين. كانت حينها تحمل درجة البكالوريوس من الكويت،و ماجستيرا  في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة، و تتحدث الانجليزية بطلاقة والفرنسية  بدرجة متوسطة،  وقيل لها في وقتها أنها ستجد أنها تجد عملا بسهولة. ولكن أفضل  وظيفة أتيحت لها كانت في التسويق عبر الهاتف.

في عام 1996 انتقلت وفاء إلى وندسور لتقيم مع أختها، وتوجهت هناك الي مكتب توظيف ولكنها أخطأت العنوان فوجدت نفسها في مكتب تجنيد القوات المسلحة.
"رغم أنهم وجهوني للذهاب الي المبني المجاور,  شيئا ما جعلني أعود وأسأل: ماذا لديكم هنا؟ فأخبروني عن التدريب المتاح والفرص التي يقدمونها فقلت لهم: سوف أنضم!"

بعد عدة ساعات من اختبارات الكفاءة ومقابلة طويلة مع ضابط كبير في مركز التجنيد،اختارت وفاء الخدمة في المخازن البحرية، بالرغم من  علمهاأن التصريح الأمني ​​المطلوب لالتحاقها بالبحرية سوف يستغرق فترة طويلة  بسبب طول الوقت الذي قضته خارج كندا.

مسألة حجاب وفاء أثيرت لأول مرة بعد أيام قليلة حيث استدعاها رئئيس الوحدة التي سوف تخدم فيها وقال لها: لا أعلم مالذي أفعله معك, فكل رؤساء الوحدات الاخري ليس لديهم نساء محجبات.
"كان ردي: لا أستطيع تغيير ذلك, أنا لا أشرب الخمور ولا أكل الخنزير ولكن فيما عدا ذلك أستطيع فعل أي شيء"

بدأت وفاء بعدها تدريبها حيث لم تكن ملفتة للنظر فقط بسبب حجابها ولكن بسبب سنها الكبير أيضا مقارنة بالمجندين المراهقين الاخرين.

"ولكنني فعلت كل شيئ مثلهم, زحفت وقفزت واستخدمت الاسلحة!!"

تتذكر وفاء أن الجميع في وحدتها كانو مساندين ومشجعين لها , حتي أنها تبنو قائمة طعام ليس فيها خنزير احتراما لمعتقدها وأتاحو لها وقتا للصلاة.

بعد انتهاء تجنيدها أرادت وفاء أن تصبح ضابطا ولكن أثناء التدريب وقعت فأدخلت المستشفي لمدة 3 أشهر ,وخرجت فأعادت التدريب من بدايته مجددا. ومنذ عام 2006 عملت وفاء في المراقبة الجوية في المطار ثم أرسلت عام 2007 ضمن بعثة كندية لتدريب قوات الأمن  في فلسطين.
وفاء لم تتزوج أبدا ولكنها طالما ماعتبرت جيرانها عائلتها الحقيقية.

ملحوظة: قرأت عن وفاء منذ عام مضي و قبل كتابتي لهذه المقالة لم أكن أعرف حقيقة أن وفاء قد اكتشفت في 2010 اصابتها بسرطان الرئة وتوفت بعدها بشهور قليلة عن عمر يناهز 50 عاما. وهي نهاية حزينة لقصة سيدة شجاعة ومكافحة!!
عذرا للقراء اذا ما سببت لكم بعض الصدمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق