لماذا تحتاج كندا باستمرار الي المزيد من المهاجرين؟

هل  تساءلت يوما لماذا حقا تحتاجنا كندا نحن المهاجرين؟
 كندا هي دولة ذات جمال طبيعي أخاذ - تقدم مستوى عال من المعيشة  ولديها ما يقرب من مليون كيلومتر مربع من الجبال والبراري والبحيرات والأنهار. وهي بلد  في ذات الوقت ذا موارد طبيعية ضخمة و كثافة سكانية منخفضة تقدر ب  3.3 نسمة فقط لكل كم مربع مقارنة مع الولايات المتحدة (29.1) والمملكة المتحدة (242) واليابان (335.3).

  اذن لماذا تحتاج كندا دائما الي المزيد من المهاجرين؟ هناك أربعة أسباب رئيسية تجعل كندا تحتاج إلى تدفق مستمر من المهاجرين:

 1- معدل المواليد المنخفض في البلاد الذي يصل الي  1.6 طفل لكل امرأة - والذي هو أقل بكثير من  معدل  الوفيات%2.1. أي ان في الواقع هناك نقص مستمر في عدد الكنديين وبدون الهجرة فان النمو السكاني في كندا سوف يكون سالبا.

2- تقدم أعمار القوي العاملة في  كندا بسرعة يسبب نقصا خطيرا في العمالة في عدد من المجالات وخاصة في مجال البناء والطب والتمريض.  وتقدر الاحصاءات عجزا قدره ثلاثة ملايين في العمال المهرة بحلول عام 2020 وفقا للاتحاد الكندي للأعمال المستقلة،  وبالفعل يظهر العجز في  قطاعات مثل الزراعة والنفط والغاز وخاصة في مانيتوبا وأونتاريو وألبرتا وهي قطاعات تتميز بالنمو السريع  . وقد ساهم في تقدم أعمار القوي العاملة مايسمي بانفجار المواليد الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية وحتي منتصف الستينات وجعل نسبة المسنيين من عدد سكان كندا  ترتفع بشكل قد يخل من توازن الاقتصاد  حيث أن كبار السن يحتاجون الي استحقاقات تقاعد وغير قادرين علي الانتاج أو دفع الضرائب.

3- انفاق المهاجرين علي الحياة اليومية  بعد مجيئهم كندا يسبب انتعاشا للسوق الكندي وخاصة في مجال العقارات والايجارات. يتميز المهاجرون أيضا تبعا لهذه الاحصائية بعائلات أكبر من العائلات الكندية بمعدل فردين أو ثلاثة مما مزيد من القوي الشرائية و الاستهلاك ويدعم الاقتصاد.

4- بسبب نظام هجرة العمالة الماهرة الذي يعتمد علي درجات تعطي وزنا أكبر للتعليم والخبرة,  , فانه تبعا لناشونال بوست يتمتع المهاجرون  في الاغلب  بمؤهلات علمية أعلي من نظرائهم الكنديين وتقع تخصصاتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وبسبب عدم  الاعتراف بدرجاتهم غالبا ما يلجأ المهاجرون الي معادلة مؤهلاتهم بالدرجات الكندية وهم في سبيل ذلك يستثمرون جزءا كبيرا من مدخراتهم في الانفاق علي التعليم مما يشكل مصدرا للدخل لمؤسسات التعليم والتقييم الكندية.

لكل الاسباب السابقة لن تتوقف كندا عن استقبال المهاجرين في المستقبل القريب, وانما ستظل معدلات الهجرة المسموح بهاعلي الارجح ثابتة علي الوضع الحالي (250 الف مهاجر يدخلون كندا سنويا).