بالرغم من ان ازدهار الاقتصاد الكندي , يبدو أنه لا يمر بالكاد شهر حتي نسمع عن اغلاق سلسلة متاجر كندية كبيرة أو انخفاض ارباحها.
فلماذا تفلس العديد من المتاجر الكندية كأننا في موجة من الركود؟ في الحقيقة لا يوجد سبب واحد بسيط لتعليل هذا الوضع بل هي عدة عوامل أدت الي زعزعة تجارة التجزئة في كندا. وفيما يلي أبرزها:
1- التجارة الاليكترونية: حيث تفوقت كندا علي دول متقدمة عديدة في البيع والشراء علي الانترنت. ولكن ذلك أدي أيضا الي انخفاض مبيعات المتاجر الحقيقة. متاجر الكتب هي الاكثر تأثرا بسبب اكتساح متجر أمازون الاليكتروني للصناعة, ولكن أيضا متاجر الاليكترونيات تعاني من ظاهرة " المشاهدة" وهي أن يذهب المشتري الي المتجر فيتفحص البضاعة ثم يقوم بشراؤها بسعر اقل علي الانترنت.
2-الغزو الامريكي للسوق: حيث دخل العديد من تجار التجزئة الامريكيون السوق الكندي هذه الايام مثل تارجت وماشالز. هذه المتاجر تضع ضغطا علي المتاجر الكندية كما وضحت مقالة في الهافنجتون بوست يمكن قرائتها في هذا الرابط.
3-تراجع الثروة : يبدو أن تجار البضائع الرخيصة مثل دولاراما وساكس سوف يكونون الرابحون في تجارة التجزئة الكندية. حيث أن معدل نموهم تضاعف بتراجع متوسط دخل الفرد في كندا في السنوات الاخيرة. هذا يعني أن الاغنياء لديهم أموال كثيرة للشراء بينما تبحث الطبقة المتوسطة دائما عن التخفيضات. وهكذا تكون المتجر التي تراهن علي الطبقة الوسطي مثل تارجت وسيرز هي الخاسر في المعادلة.
في خضم كل ذلك انكمشت بالفعل متاجر التجزئة الكندية فقد أغلق متجر تابي في عام 2011 واختفي زيلز تقريبا منذ عام 2012 . والتجار الاخرون هم في الواقع تحت تهديد الاغلاق.
فيما يلي 8 سلاسل كندية قد تختفي عاجلا من السوق الكندي:
بلغ تسريح العمالة من بست باي كندا ومتجره الشقيق فيوتشر شوب الألاف في الاعوام السابقة وقد وصف مديرها العام السوق الكندي بأنه ضعيف بالنسبة للاليكترونيات, انخفضت مبيعات بست باي بنسبة 10.5% في الربع الاول مع انخفاض مبيعات المتجر الواحد بنسبة تصل الي 5.8%. بست باي هو الضحية الاولي لظاهرة " المشاهدة" وهي أن يذهب المشتري الي المتجر فيتفحص البضاعة ثم يقوم بشراؤها بسعر اقل علي الانترنت.
لو شاتو يتقلص فقد فتحت السلسلة متجرا واحدا في العام الماضي واغلقت سبعة. ولديها الان 228 موقعا بدلا من 243 في عام 2011. أسهم الشركة تباع الان ب 1,5 دولار بعد أن كانت تباع ب 15 دولار في 2010.
خسر تارجت 1,5 بليون دولار حتي الان في كندا, في الاغلب بسبب شكوي الكنديين من أسعارها وقلة سلعها. وقد نصح العديد من المحللون الشركة بترك السوق الكندي والتركيز علي السوق الامريكي. ولكن تارجت تصر علي بقائها في السوق الكندي وسوف نري ما يؤول اليه الوضع.
منذ عدة أشهر بدي أن جاكوب قد اختفي بالفعل. فقد أعلن المتجر الذي يتركز في الكيبيك الافلاس وخططه لغلق 92 فرع له. ولكن محكمة كيبيكية أعطت المتجر مهلة حتي نهاية هذا الشهر لتقديم خطة لانقاذ بعضا من فروعه.
الفرع الكندي من سيرز ينزف الاموال بشكل اضطره الي بيع أشهر مواقعه وتسريح الالاف من العمال. ولكن هذه الاجراءات لم توقف الخسائر بل أنها تضاعفت في الربع الاخير. وقد عرضت الشركة الام سيرز كندا للبيع ولكن في عصر التجارة الاليكترونية قد لا يقبل أحد علي شراء متجر ضخم كهذا.
منذ عدة سنوات أعلن رايتمانز والذي يتركز في مونتريال أنه لم يكن قلقا علي دخول تارجت السوق الكندي لانه قد استطاع منافسة وال مارت وجاب من قبل. ولكن بعد عامين بدأ رايتمانز الذي يمتلك عدة خطوط للموضة بالتقلص. وقد تراجعت أرباح عام 2013 بنسبة 60%.
اذا دخلت الي متجر انديجو مؤخرا سوف تكتشف أن المتجر لم يعد يبيع كتبا بالاساس , فمع عرض الكتب الاليكترنية بكثافة علي الانترنت غير انديجو عروضه الي منتجات الرفاهية مثل الشموع والهدايا , ولكن هل سينجح ذلك؟ انديجو ينمي مبيعاته علي الانترنت بمعدل الضعف ولكن تلك المبيعات تشكل 10% فقط من مجموع الارباح. لقد أغلق أخر متجر كبير للكتب في أمريكا منذ عدة أعوام وفكرة أن ذلك من الممكن أن يحدث في كندا تبدو محتملة أكثر كل يوم.
ايروبوستالي هو متجر ناشئ في كندا منذ عام 2012, وقد فتح 9 فروع كل عام. ولكن منذ العام الماضي بدأ في الانكماش والان أغلق 51 فرعا له من أصل 58. ويبدو أن الشركة تعان من مشكلة قاتلة: فالمراهقين لم يعودو يعتبرونها عصرية بعد الأن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق