السبت، 16 أغسطس 2014

العنصرية في وينيبج- تجربة مواطن كندي أسود

مقالة مترجمة عن السي بي سي

الكاتب اسماعيل ألفا ولد في نيجريا لأب افريقي وأم كندية

أتذكر أول مرة وجدت العنصرية طريقها إلى حياتي كانت في ادمونتون في العام 1981. كنت قد انتقلت للتو إلى كندا من نيجيريا كطفل ذو أصول مختلطة  يبلغ من العمر ست سنوات و يحمل أسما لم يكن منتشرا في مقاطعات البراري حينها. ولربما كان لدي بعض اللكنة أيضا.

كنت في الملعب بالقرب من منزلي  ألعب مع أطفال الحي الآخرين. اعتقدت أن كل شيئ علي مايرام حين  صاح أحدهم "زنجي!" وكان الكلام موجها لي، لحظتها لم أكن أعرف ماذا تعني هذه الكلمة ولكني أدركت أنها تعني شيئا سيئا. عندما عدت الي المنزل أخبرت والدتي فشعرت بالغضب وشرحت لي أن الكلمة التي تبدأ بحرف النون هي تعبير استعلائي يطلق علي الملونيين.

منذ ذلك الحين أصبح علي التعامل مع الكلمة بين فترة وأخري  كلما غضب مني أحد الأطفال في الحي لسبب أو لأخر. وذات مرة طاردني بعض الصبية بعصي البيسبول مرددين نفس الكلمة لأنهم ببساطة لم يكونو راغبين في اللعب مع "زنجي".

كان ضغط دمي يرتفع في مثل هذه المواقف وأتعارك  مع الأخرين, فيجلب ذلك لي المتاعب مع الأباء والمدرسين وابدو في موقف المذنب دون عقاب للطرف الاخر. حتي أقنعني والدي أنه اذا لم يكن بامكاني التحكم في سلوك الاخرين فيجب علي السيطرة علي رد فعلي, واذا اهانني شخص بسبب لوني فيجب علي عدم الاكتراث.

نوع أخر من العنصرية في وينبيج
عندما كبرت قليلا انتقلنا الي وينيبج والتحقت بمدرسة أخري . هناك كان لي دائرة أصدقاء أخري وتوقفت عن سماع الكلمة. ولكني لاحظت  نوعا أخر من العنصرية  , فقد كان البعض يحكي أنه يخشي استقلال الحافلة بسبب قيام بعض السكان " المحليين" بسرقة الركاب.

هذا النوع من العنصرية لم يختفي حتي اليوم, فقد قابلت صديقا في وينبج لم أراه لسنوات وهو أسود البشرة أيضا فمكثنا نتحدث لفترة لا تتجاوز 10 دقائق علي جانب الطريق حتي توجه الينا أحد الحراس قائلا انه يجب علينا المغادرة لأننا نسد الطريق ونمنع المارة من العبور. وادعي الحارس أننا مكثنا علي جانب الطريق لمدة ساعة , فشعرت بالغضب مجددا لأنه يكذب ولأنه أختارنا من بين العشرات الذين يتوقفون في نفس المكان يوميا لمجرد كوننا ملونون. وعندما رفضت المغادرة تصاعد الامر و استدعي لي الحارس الشرطة التي دعمت موقفه, حينها تذكرت نصيحة أبي وغادرت.

العنصرية التي لا يسميها أحد عنصرية 
الحقيقة هي أن العنصرية على قيد الحياة وبصحة جيدة في وينيبيج. ولكنها نوع من العنصرية الجاهلة التي أصبحت جزءا  من الحديث اليومي. والكثير يعترفون بذلك لكنهم ويقولون أنها غير مؤذية.

 ماذا نفعل حيال ذلك؟ حسنا، أنا مؤمن في الواقع أن البشر من الممكن أن يتغيروا ولكن لا نستطيع إجبارهم على التغيير. بشكل أخر فان الجدل مع من يمارس العنصرية وهو علي علم بذلك لن يدفعه الي تغيير سلوكه. لكن علي الجانب الاخر هناك من يطلقون التعليقات والاشارات العنصرية عن جهل. مهمتي هنا كمواطن من وينبيج لديه جمهور أن ألفت نظرهم أنه قد تجاوزو الحدود وأن سلوكهم غير مقبول, فاذا لم تعلم أنك تمارس العنصرية , فكيف لك أن تتوقف؟




اذا أعجبتك المقالة فاشترك ليصلك كل جديد منا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق