الأربعاء، 27 أغسطس 2014

لغز اختفاء وقتل فتيات السكان الاصلين في كندا

تينا فوانتين هربت من بيت تبني ليجدو جثتها  لاحقا في قاع النهر

اكتشاف جثة مراهقة من السكان الأصليين تبلغ الخامسة عشر من عمرها  في وينيبيج هذا الاسبوع ادي الي فتح ملف تجاهلته الحكومة الكندية طويلا . فتبعا للاحصائيات فان متوسط عمر كل فتاة  من السكان الأصليين في كندا اليوم هو أقل بمعدل 10 أعوام من متوسط حياة الكنديات, و  تشير الدراسات أيضا الي أن  فتيات السكان الاصلين هن أكثر عرضة للاعتداء الجنسي أو العنف الجسدي، بل أن لديهن فرصة أكبر  للتورط في الإدمان على التبغ والكحول والمخدرات.

الأسوأ من ذلك، كما أظهر تقرير للشرطة الخيالة الملكية الكندية مؤخرا،فان احتمال تعرضهن للقتل علي يد أخرين هو أكثر بخمسة أضعاف من نظيراتهن من غير السكان الأصليين.

وبالرغم من أن هذه الحقائق عن الوضع الراهن الذي تواجهه نساء السكان الأصليين قد اصبحت جزءا من الواقع الذي يعيشه السكان الأصليين بشكل عام في كندا، فإن معدل جرائم القتل ضد هذه المجموعة من المواطنين يجب أن يثير ذعر حتي غير المهتمين بهذا النوع من القضايا .  ولكن علي الاسف يبدو أن هذا ليس هو شعور الحكومة الاتحادية، التي رفضت لفترة طويلة دعوات للتحقيق في حالات اختفاء مشابهة. فمؤخرا  صرح رئيس الوزراء الكندي قائلا : "يجب علينا ألا ننظر إلى هذه الجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية بل باعتبارها جريمة فقط".



وقد كان تصريح هاربر نمطيا الي حد القسوة, فبالرغم من أن معدل كشف مرتكبي الجرائم ضد السكان الاصلين يصل الي 90% وهو معدل جيد, فان المشكلة لا تكمن في الكشف عن مرتكب الجريمة بعد وقوعها بل في كشف اللغز الذي يؤدي دائما الي وقوع المزيد من الضحايا من نفس النوع.

في عام 1984، بلغت نسبة النساء من السكان الأصليين  ثمانية في المائة من جميع ضحايا قتل الإناث في كندا. اليوم تصل هذه النسبة الي  نحو 23 في المائة. هذه الحقيقة وحدها تستدعي تحقيقا تخرج سلطته عن نطاق الشرطة.

تدعم نقطة أخري في تقرير الشرطة هذا المطلب فقد اتضح أن واحدة من كل كل ثلاثة نساء من السكان الاصلين قد ماتت نتيجة الضرب المفرط وهو ضعف المعدل المتوسط في كندا. . وكانت الضحايا من اناث السكان الأصليين أيضا أكثر عرضة للاعتداء الجنسي قبل وفاتهن، وقتلن في كثير من الأحيان على يد أحد معارفهن.


بالتأكيد هناك عدد من الأسباب وراء هذه الإحصاءات المروعة,  مثل انعدام فرص العمل الحقيقية، ودائرة الفقر التي المفرغة التي تخلق شعورا  باليأس  في العديد من مجتمعات االسكان الاصليين  في كندا, والإدمان المستشري الذي أفسد كذلك  جوهر عدد كبير من التجمعات.

ان شرطة الخيالة الملكية الكندية تستحق الثناء لتسجيل ظاهرة قتل واختفاء نساء السكان الاصليين , فقد اعترفت بما لا تريد حكومة هاربر الاقرار به وهو أن المشكلة ليست أمنية فقط بل أجتماعية.


وبالرغم من شيوع الظاهرة فقد رفض رئيس الوزراء الكندي يوم الجمعة  إجراء تحقيق علي المستوي وطني لأن النتائج  من الممكن أن تسلط الضوء على قضايا اجتماعية  يعاني منها السكان الأصليين وتلفت النظر الي مسؤولية الحكومة الاتحادية لمعالجتها.

المصادر
سي بي سي نيوز
ماكلينز



اذا أعجبتك هذه المقالة فاشترك ليصلك كل جديد

هناك تعليقان (2):

  1. أنا أعيش في وينيبيغ من 5 سنوات. بالفعل 90 % إن لم نقل أكثر يعانون من الإدمان و المخدرات و الاجرام. السبب هو الجيل القديم كان يعيش في جهل مدقع و تميز عنصري من طرف المهاجرين. ولذلك صار الأبناء على خطى أبائهم... أنا أشك بأن الحكومة تقوم بشيئ ليس عادي للمواليد الجدد و الله أعلم. لا يعقل أن يكون جيل كامل من مجموعة معينة تعاني من نفس الامراض و نفس التشوهات و أكثر من ذلك شلل في التفكير. القليل منهم من أكمل دراسته الجامعية إن لم نقل منعدمين. والله قلبي إنفطر لما شاهدت كيف يعيشون. سبق وعملت كرجل ٱمن في ٱماكن سكناهم، ٱماكن ينعدم فيها الامان و السلم.

    ردحذف
  2. في الحقيقة انا لا اراه لغزاً بل فقط مجرد عنصرية بحتة من جانب حكومة المهاجرين لغض النظر عن احقية السكان الاصليين في وطنهم و ارضهم مع العلم انهم لم يفعلوا ما يضر بالمهاجرين ... و ارى ان من واجب الحكومة ان ترعى مثل هؤلاء من الناحية الاجتماعية و الصحية و التعليمية لينشأ جيلا منهم متعلما و مثقفا بما يكفي لذوبانهم في المجتمع حتى لا يكونوا مصدر ازعاج لباقي المجتمع من المهاجرين ..

    ردحذف