يتميز العيش في كندا بشكل عام بالسلاسة والبساطة والهدوء وسوف تلاحظ ذلك عند تعاملك خلال الحياة اليومية سواء مع الادرات الحكومية او مع المواطنين العاديين. ولكن للأسف هذه السلاسة قد تخدع القادم الي كندا أحيانا وتجره الي مأزق كان يمكنه تجنبه ان التزم بعض الحذر . احببت هنا ان احذر القادمين الجديد علي وجه الخصوص من مغبة الاستهانة في اختيار السكن لدي بداية الاستقرار في كندا مستلهمة ذلك من تجربتي الشخصية ومن حادثة نشرتها الصحف الكندية بالأمس.
أتيت الي كندا منذ عامين مع طفلي ولم يكن لدي اي اقارب او معارف في المقاطعة التي اخترت الاستقرار فيها (نوفا سكوشيا) ولم تشكل لي هذه النقطة صعوبة في البداية حيث أن معظم الكنديين ودودين ومتعاونين ومهذبين , ولكني للاسف ولاضطرراي الي ايجاد مسكن بأسرع وقت تسرعت كثيرا في اختيار المنطقة والمبني الذي استأجرت به شقة ولم أسأل أو أتحري بالشكل الكافي وانما استأجرت اول مسكن وجدته شاغرا . وفي الواقع لم يسترعي انتباهي لدي معاينة الشقة امر يثير الشك فالمنطقة كانت جميلة وتبدو هادئة للوهلة الاولي وبها حدائق و ملعب للأطفال , والمبني , وان بدا تجهيزه متواضعا, لم يبدو به اي عيب خطير. وهكذا اسرعت في شراء الأثاث الخاص بي وخلال عشرة ايام من وصولي الي كندا كنت قد استقريت في شقتي. وكنت في الواقع سعيدة وأشعر بالأمان ولم تكن هناك مشاكل تذكر خلال الأيام الأولي ولكن تدريحيا وعلي مدار الاسابيع والشهور اللاحقة علمت مدي خطأ قراري. فقد اتضح لي أن جميع سكان المبني بلا استثناء من العاطلين وبدأ مظهرهم يثير الشك لدي ووجدت تصرفاتهم مشبوهة فهم مزعجون بألفاظهم البذيئة ليلا ويتسعكون بلا هدف في ممرات المبني نهارا وقد تجد احدهم سكيرا ملقي امام المدخل وهو فاقد الوعي, ثم سمعت من بائعي المحال المجاورة ان سمعة المبني الذي اقيم به سيئة ولم يقدم لي ايا منهم تفاصيل اخري مما زاد شكي...وخلال شهور عرفت الحقيقة كاملة وهي أنني في الواقع قد اخترت أسوأ مبني في مدينة هاليفاكس وهو بؤرة للجريمة والمخدرات وأن كل جيراني في الواقع لديهم سوابق سرقة وعنف مع الشرطة! وكانت سيارة الشرطة تقريبا لا تغادر الشارع الذي أسكن فيه وكنت أسمع اطلاق الرصاص أحيانا واقتحام الشرطة لشقق جيراني ليلا. بل أن شاحنة خاصة تحوي عيادة متنقلة كانت مخصصة للشارع الذي اقيم فيه وذلك لتردي حالة سكان المبني والمباني المجاورة صحيا بسبب المخدرات والفقر والاهمال.
وفي يوم حدث ما جعلي استعجل قراري بترك المبني نهائيا فقد تركت باب شقتي غير موصد لمدة لا تتعدي ثلاثة دقائق وفوجئت لدي عودتي بجارة لي قد تسللت الي غرف النوم وعبثت بمحتويات الحقائب بحثا عن نقود!!
وبسؤالها قالت انها أرادت استخدام دورة المياه الخاصة بي, ولم يقنعني الرد طبعا لأن شقتها علي بعد 50 متر فقط وكان من الأحري لها ان تذهب هناك فقمت بابلاغ الشرطة التي حضرت وحذرتني من البقاء في المبني وهكذا قضيت عدة اسابيع في البحث عن شقة اخري واستخدمت ما اكتسبته من خبرة هذه المرة في انتقاء موقع جيد وكان اختياري التالي صائبا ولكني اضطررت الي الاستغناء عن الكثير من اثاثي من شقتي القديمة لأن المبني , بالاضافة الي الخطر الأمني, كان موبوءا بحشرة الفراش المزعجة.
نعم حدث كل ذلك في كندا!!
علي الجانب الأخر , وكما وقعت انا ضحية لمالك مبني بلا ضمير وجيران مزعجون , قد يقع المالك أيضا في كندا في ورطة اذا لم يتحري عن سكانه قبل تسلميهم العين المؤجرة وذلك ماحدث تماما لعائلة من مدينة ساسكاتون الكندية حيث نشرت الصحف بالأمس
قصة مفادها ان زوجين كنديين قاما بتأجير منزلهما لعائلة لمدة ثلاثة سنوات . والرغم من عدم وجود اي مظهر مريب علي العائلة المستأجرة الا انها قد توقفت فجأة عن دفع الايجار ثم رحلت واختفت ليكتشف ملاك المنزل الحقيقة المرعبة. فبزيارة المنزل تبين لهم انه قد تحول الي اطلال من الداخل وأن القمامة تملأ المكان وأن جميع الأجهزة الكهربائية معطلة ووصلت درجة التخريب الي حد وجود فتحات في الجدران قام المستأجرون بحشو القمامة فيها لسنوات!!
ولم يعد في المنزل اي جهاز او مرفق صالح للاستخدام الأدمي. وأضع هنا بعض الصور التي تبين الوضع السيئ. وقد قدرت الأضرار ب 14 ألف دولار . ولكن الملاك لم يستطيعو العثور علي المستأجرين وهم يقومون باصلاح كل الأضرار بأيديهم وببطئ ويجمعون التبرعات لدفع التكاليف. وقد لام عليهم البعض عدم معاينتهم المنزل لمدة ثلاثة سنوات وعدم طلب كشف أمني ومراجع للمستأجرين قبل تسليمهم المنزل.
الخلاصة: في كندا أو في أي مكان في العالم قد تؤدي بك السذاجة والاحساس المفرط بالثقة في الأخرين الي الوقوع في مأزق يكلفك الكثير فكن علي حذر واتخذ الاجراءات والاحتياطات الصحيحة قبل اي خطوة.
أتيت الي كندا منذ عامين مع طفلي ولم يكن لدي اي اقارب او معارف في المقاطعة التي اخترت الاستقرار فيها (نوفا سكوشيا) ولم تشكل لي هذه النقطة صعوبة في البداية حيث أن معظم الكنديين ودودين ومتعاونين ومهذبين , ولكني للاسف ولاضطرراي الي ايجاد مسكن بأسرع وقت تسرعت كثيرا في اختيار المنطقة والمبني الذي استأجرت به شقة ولم أسأل أو أتحري بالشكل الكافي وانما استأجرت اول مسكن وجدته شاغرا . وفي الواقع لم يسترعي انتباهي لدي معاينة الشقة امر يثير الشك فالمنطقة كانت جميلة وتبدو هادئة للوهلة الاولي وبها حدائق و ملعب للأطفال , والمبني , وان بدا تجهيزه متواضعا, لم يبدو به اي عيب خطير. وهكذا اسرعت في شراء الأثاث الخاص بي وخلال عشرة ايام من وصولي الي كندا كنت قد استقريت في شقتي. وكنت في الواقع سعيدة وأشعر بالأمان ولم تكن هناك مشاكل تذكر خلال الأيام الأولي ولكن تدريحيا وعلي مدار الاسابيع والشهور اللاحقة علمت مدي خطأ قراري. فقد اتضح لي أن جميع سكان المبني بلا استثناء من العاطلين وبدأ مظهرهم يثير الشك لدي ووجدت تصرفاتهم مشبوهة فهم مزعجون بألفاظهم البذيئة ليلا ويتسعكون بلا هدف في ممرات المبني نهارا وقد تجد احدهم سكيرا ملقي امام المدخل وهو فاقد الوعي, ثم سمعت من بائعي المحال المجاورة ان سمعة المبني الذي اقيم به سيئة ولم يقدم لي ايا منهم تفاصيل اخري مما زاد شكي...وخلال شهور عرفت الحقيقة كاملة وهي أنني في الواقع قد اخترت أسوأ مبني في مدينة هاليفاكس وهو بؤرة للجريمة والمخدرات وأن كل جيراني في الواقع لديهم سوابق سرقة وعنف مع الشرطة! وكانت سيارة الشرطة تقريبا لا تغادر الشارع الذي أسكن فيه وكنت أسمع اطلاق الرصاص أحيانا واقتحام الشرطة لشقق جيراني ليلا. بل أن شاحنة خاصة تحوي عيادة متنقلة كانت مخصصة للشارع الذي اقيم فيه وذلك لتردي حالة سكان المبني والمباني المجاورة صحيا بسبب المخدرات والفقر والاهمال.
وفي يوم حدث ما جعلي استعجل قراري بترك المبني نهائيا فقد تركت باب شقتي غير موصد لمدة لا تتعدي ثلاثة دقائق وفوجئت لدي عودتي بجارة لي قد تسللت الي غرف النوم وعبثت بمحتويات الحقائب بحثا عن نقود!!
وبسؤالها قالت انها أرادت استخدام دورة المياه الخاصة بي, ولم يقنعني الرد طبعا لأن شقتها علي بعد 50 متر فقط وكان من الأحري لها ان تذهب هناك فقمت بابلاغ الشرطة التي حضرت وحذرتني من البقاء في المبني وهكذا قضيت عدة اسابيع في البحث عن شقة اخري واستخدمت ما اكتسبته من خبرة هذه المرة في انتقاء موقع جيد وكان اختياري التالي صائبا ولكني اضطررت الي الاستغناء عن الكثير من اثاثي من شقتي القديمة لأن المبني , بالاضافة الي الخطر الأمني, كان موبوءا بحشرة الفراش المزعجة.
نعم حدث كل ذلك في كندا!!
علي الجانب الأخر , وكما وقعت انا ضحية لمالك مبني بلا ضمير وجيران مزعجون , قد يقع المالك أيضا في كندا في ورطة اذا لم يتحري عن سكانه قبل تسلميهم العين المؤجرة وذلك ماحدث تماما لعائلة من مدينة ساسكاتون الكندية حيث نشرت الصحف بالأمس
قصة مفادها ان زوجين كنديين قاما بتأجير منزلهما لعائلة لمدة ثلاثة سنوات . والرغم من عدم وجود اي مظهر مريب علي العائلة المستأجرة الا انها قد توقفت فجأة عن دفع الايجار ثم رحلت واختفت ليكتشف ملاك المنزل الحقيقة المرعبة. فبزيارة المنزل تبين لهم انه قد تحول الي اطلال من الداخل وأن القمامة تملأ المكان وأن جميع الأجهزة الكهربائية معطلة ووصلت درجة التخريب الي حد وجود فتحات في الجدران قام المستأجرون بحشو القمامة فيها لسنوات!!
ولم يعد في المنزل اي جهاز او مرفق صالح للاستخدام الأدمي. وأضع هنا بعض الصور التي تبين الوضع السيئ. وقد قدرت الأضرار ب 14 ألف دولار . ولكن الملاك لم يستطيعو العثور علي المستأجرين وهم يقومون باصلاح كل الأضرار بأيديهم وببطئ ويجمعون التبرعات لدفع التكاليف. وقد لام عليهم البعض عدم معاينتهم المنزل لمدة ثلاثة سنوات وعدم طلب كشف أمني ومراجع للمستأجرين قبل تسليمهم المنزل.
الخلاصة: في كندا أو في أي مكان في العالم قد تؤدي بك السذاجة والاحساس المفرط بالثقة في الأخرين الي الوقوع في مأزق يكلفك الكثير فكن علي حذر واتخذ الاجراءات والاحتياطات الصحيحة قبل اي خطوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق