من أصعب المواقف التي قد تمر بها كمهاجر الي كندا هو فقدان وظيفتك خاصة اذا كنت لا تعرف سببا منطقيا لتسريحك من عملك او اذا كنت تشعر أن فصلك قد تم بطريقة تعسفية. و رد الفعل الأولي الأكثر شيوعا للموظفين عند رفدهم هو الشعور بالمفاجأة والصدمة فالبعض يعرف أن أداءه كان جيدا وقد تكون تقارير العمل الخاصة به ممتازة. ولكن الحقيقة أن ارباب العمل الكنديون, طالما التزمو بمدة الاخطار, من حقهم صرف أي موظف لأي سبب طالما لم ينتهكو حقوق الإنسان أو التشريعات المتعلقة بالتوظيف. وفقط في حالة نص العقد علي ذلك , يمكن أن تكون هناك اجراءات تأديبية قبل الرفد مثل الايقاف المؤقت عن العمل أو وضع السلوك تحت المراقبة لضعف الأداء.
فترة الاخطار قبل الرفد
الرفد من العمل في كندا يمكن أن يحدث بسبب أو بدون سبب. وفي الحالة الأولي, اي عندما يدعي صاحب العمل ان هناك سبب مقنع لتسريحك من العمل, لا يجب عليه اعطاءك أي مهلة قبل الرفد او دفع اي مقابل مادي بدلا من فترة الاخطار. واذا لجأ الموظف الي المحكمة للشكوي من الرفد التعسفي يجب علي رب العمل اثبات أن السبب كان مقنعا وكافي لرفد الموظف في الحال. فاذا ادعي صاحب العمل ان السبب كان السرقة علي سبيل المثال يجب عليه تقديم أدلة دامغة والا استحق الموظف تعويضا أعلي.
أما في الحالة الثانية وهي عدم وجود أي سبب مقنع للرفد فيجب علي رب العمل اعطاء الموظف مهلة كافية قبل انتهاء علاقة العمل بينهما. وعدم اعطاء هذا الاشعار او التعويض المادي عن المهلة قد يكون خرقا لعقد العمل ومن حق الموظف رفع دعوى قضائية ضد صاحب العمل للحصول على تعويضات.
ولكن ماهي مدة الاشعار الذي يحق لك تقاضي راتبك خلاله؟ معظم المقاطعات الكندية لديها قانون العمل يحكم جوانب معينة من علاقة العمل. في بريتش كولومبيا علي سبيل المثال يغطي قانون العمل مدة الإشعار، أو التعويض المالي بدلا من الإشعار، الذي يجب على صاحب العمل أن يعطي لموظف قبل رفده.
ولكن واحدة من الصعوبات للعاملين في بريتش كولومبيا اثناء الاعتماد على هذا التشريع هو أن فترة الإشعار القصوى المنصوص عليها في القانون هي ثمانية أسابيع (للموظفين ذوي ثماني سنوات من الخدمة أو أكثر). ولكن قرارا صدر من المحكمة العليا في أونتاريو سنة 1960 نص علي أنه "لا يمكن فرض قاعدة ثابتة علي كل ارباب العمل لاخطار الموظفين قبل مدة معينة ولكن اشعار الطرد يتم تحديده لكل حالة على حدة، مع مراعاة عوامل مثل طبيعة العمل. ومدة الخدمة للموظف، وعمره وتوافر العمالة المماثلة، وبالنظر إلى خبرة وتدريب ومؤهلات الموظف ". ولذلك لتحديد مدة الاشعار الذي ينبغي ان تتلقيه قبل الصرف من عملك عليك أن تتصل بمحامي كندي، لديه خبرة في حالات ممثالة بحيث يكون قادرا علي اعطائك تقدير تقريبي للمدة على أساس الحالات السابقة التي ذهبت إلى المحاكم.
القانون في ظل الواقع
بالرغم من حماية القانون الموظفين من الفصل التعسفي فقد رأيت من خلال خبرتي الشخصية في كندا العديد من حالات الرفد غير المسببة والتي تتم في الحال بدون اخطار أو تعويض وقد يطلب من الموظف ترك عمله وتجميع أغراضه الشخصية قبل دقائق معدودة من انتهاء يوم العمل. وأذكر ان مالكة دارا للحضانة بالقرب من منزلي قد قررت فجأة اغلاقها بدون اخطار العاملات بها وذهبوا صباحا ليجدو الباب مغلق ولم يحصلوا علي أي تعويض عن توقفهن فجأة عن العمل في موسم صادف أعياد الكريسماس وكانت حالتهن المادية سيئة لدرجة تدخل أهالي الأطفال بتجميع تبرعات لهن لتجاوز الأزمة.
وفي كندا بوجه عام يعتبر رب العمل هو الطرف الأقوي في علاقة التوظيف ولذلك قد يشعر الموظف, رغم ايقانه بعدم وجود سبب مقنع لرفده, بالتردد من اللجوء الي القضاء لاثبات الواقعة. ذلك أن الحياة العملية في كندا قائمة علي نظام المراجع الشخصية reference اي مدي رضاء أرباب عملك السابقين عن أدائك وبدون المراجع الجيدة لا يمكن للباحث عن عمل ايجاد وظيفة , ولذلك يفضل معظم الموظفين حال رفدهم الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع أرباب عملهم السابقين في سبيل عدم تدمير فرصهم في ايجاد وظيفة جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق