الاثنين، 29 سبتمبر 2014

التحقيق مع مستشار هجرة يوفر عقود عمل وهمية لعملائه في كندا


محمد طهراني



 تم وضع مستشار هجرة بأونتاريو قيد التحقيق لتلقي رسوما تصل إلى 25،000 دولارمن  عملائه غير الكندين  لمساعدتهم على دخول كندا عن طريق العمل في وظائف  تتطلب مهارات منخفضة. وفي حالة واحدة على الأقل، وصل العامل الي كندا ليكتشف أن صاحب العمل لا وجود له.  بينما أخبره مستشار الهجرة" يجب أن تكون شاكرا لي فقد أحضرتك بطريقة قانونية الي كندا"، وقال محمد طهراني  وهو ايراني الجنسية وواحد من عملاء ديفيد أريان . "ولكنني، لم أدفع هذا المبلغ من المال لكي أتي إلى كندا وأكون عاطلا عن العمل."

طهراني (29 عاما) كان  يريد العمل بجدية في كندا وبناء حياة جديدة فيها. وقد اتصل بمستشار الهجرة في العام الماضي  بعد أن قرأ إعلان عن خدماته علي موقع ايراني على شبكة الانترنت ،حيث وعد الاعلان "بفرصة" لوظائف منخفضة المهارة في غرب كندا ينظمها "وكلاء". "وبعد سنة من العمل، سوف نشرع في تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة لك"، كما نص الموقع.

وينص الاعلان أنه علي العملاء دفع  5000 $ مقدم  و 20000 $ أخرين عند الموافقة على تأشيرة العمل.  الجدير بالذكر أن القواعد التي تنظم عمل مستشاري الهجرة  تحظر عليهم فرض رسوم يتوقف دفعها على الموافقة علي التأشيرة. ولكن طهراني لم يكن يعلم ذلك ولذلك بدا له العرض مغريا.  وعلي حد تعبيره "أردت أن أغير حياتي وان أغير مستقبلي. أستطيع أن أتحدث الإنجليزية بطلاقة. ولدي درجات أكاديمية ". دفعت عائلة طهراني ال $  25،000 كاملة ودفع هو تكاليف رحلته الي فانكوفر ليحصل علي وظيفة في مجال تصنيع الأغذية كما وعده أريان.



وفقا للقواعد الفيدرالية، يفترض من أرباب العمل الكنديين تغطية نفقات رحلات العمال ذوي المهارات المتدنية، لكن طهراني قال انه لا يعرف ذلك أيضا. وعندما وصل الي كندا توجه الي مقر عمله المفترض في دلتا -بريتش كولومبيا لتقديم نفسه الي رب عمله الجديد عندما اكتشف أن الشركة التي يفترض العمل بها لم تكن في العنوان الذي أعطي له ولكن وجد في نفس الموقع شركة أخري لا علاقة لها بالأولي.

ويضيف طهراني "لقد وجدت اثنين أو ثلاثة من الموظفين هناك، ونفو وجود شركة بهذا الاسم. وأظهرت لهم العنوان، واسم الشركة  Trade Nine Enterprise ولكنهم قالوا أنه ليس هناك أي شركة شبيهة لها حتي ".

واتضح أنه عندما أعطت  الحكومة  الفيدرالية تأشيرات عمل لمدة سنة في الخريف الماضي، لطهراني وتسعة عمال أجانب آخرين،  فان  Trade Nine Enterprise كانت قد توقفت عن العمل بالفعل فقد تم حل الشركة قبل أشهر، في يونيو. وتمكن طهراني من الوصول لشخص له صلات بالشركة السابقة ولكنهم أصرو أنه لم يقومو بتوظيفه، وعلي الرغم من أنهم قالو أنهم سوف يقومون بالاتصال به لاحقا لاعطاؤه وظيفة لم يحدث ذلك. ويقول طهراني انه يشعر أنه قد خدع من الجميع : "اريان, وكلاؤه وأصحاب العمل يخدعون الحكومة والمتقدمين دون مسائلة. انها تجارة مربحة".

كان تعليق فيل موني , وهو مستشار هجرة أخر,علي الوضع " لقد أعطت الحكومة فعليا  تصاريح لاستقدام عشرة عمال إلى شركة ليس لها وجود. هذه الحالات كان لا ينبغي أبدا  أن تتم الموافقة عليها".

بعد سبعة أشهر من وصوله، لا يزال طهراني في بريتش كولومبيا،ولايزال عاطلا عن العمل ويقول أن والديه هما من يدفعان نفقاته لأنه لا يستطيع أن يجد من يود التعاقد معه حيث أن لديه تصريح عمل محدد بعرض معين وليس تصريح عمل مفتوح.

 وقد حاولت سي بي سي نيوز التوصل الي  مستشار الهجرة أريان لكن مكتبه مغلق ولا يمكن ترك الرسائل علي هاتفه المحمول. وفي اجابة علي رسالة اليكترنية  كتب اريان " ان طهراني هو أكثر الزبائن الذين تعاملت معهم خلال عقدين اثارة للمتاعب " وأصر اريان أن طهراني أخطأ عندما ذهب الي الشركة في وقت مبكر جدا. مضيفا:

" قررطهراني عدم اتباع التعليمات التي قدمتها له و تولى أخذ الأمور في يديه وذهب لصاحب العمل مباشرة. وطالبه بقوة بالسماح له ببدء العمل على الفور ". وادعى  أريان أن طهراني حاول غش النظام والتضحية به لأنه كان يؤدي عمله وفقا اللقواعد.

بينما يقول طهراني  أن اريان أخبر عائلته في وقت لاحق  أنه إذا كان يريد وظيفة أخرى،فعليه أن يدفع له 15000 $ أخرين ولكنهم رفضوا.

أما فيل موني  فقد علق قائلا "ان عدد لا يحصى من العمال الأجانب يقعون في نفس الورطة  فالبعض يأخذ أموالهم ويعدهم بوظيفة لا وجود لها و غالبا ما ينتهي بهم الأمر الي العمل تحت الطاولة لأنهم يريدون  البقاء بشدة. الأفراد  اليائسون يلجأون الي أي وسيلة لكسب العيش وقد يتحولون أيضا إلى حياة الجريمة" .


علي الجانب الأخر صرحت وكالة خدمة الحدود الكندية " أن الوكالة تدرك هذه القضية و في السنوات الست الماضية قمنا بالتحقيق في 172 شكوي ضد مستشاري هجرة تم ادانة ثلاثين منهم. ويواجه الاستشاريين في مجال الهجرة غرامات  قد تصل الي 100،000 دولار أو خمس سنوات في السجن في حالة التزوير".

اذا أعجبك هذا المحتوي فاشترك ليصلك منا كل جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق