الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

هل تصلح المدارس الغربية لأطفالنا المسلمين؟


مقالة مترجمة عن isnalanterns


لقد سمعت مرات عديدة أن المدارس العامة في أمريكا الشمالية  لها تأثير السم علي عقل الطفل المسلم، ,وانني  أقوم بتصرف مستهتر كوالد مسلم بإرسال أطفالي إلى المدرسة العامة في منطقتي. وعلى مدى السنوات اقتنعت شخصيا بأسباب موضوعية لارسال أبنائي  إلى المدارس العامة، ولكن بين الحين والآخرأتورط في محادثة عاطفية مع أحد الاباء الاخرين الذين يحرصون علي ارسال أبنائهم الي المدارس الاسلامية، ويقودني ذلك الي التساؤول: لماذا نحن في هذه القسوة علي أنفسنا وعلي الاخرين؟

في الواقع فان كل الاباء المسلمون في الغرب يخوضون نفس المعركة لوضع الامور في نصابها الصحيح  وهو واجب ليس سهلا علي أي منا . ان حصول أطفالنا على التعليم في هذا البلد هو أمر مرهق  حيث أننا نحاول باستمرار أن نكافح العادات التي يلتقطونها: من أسلوب ارتداء الملابس, الي العلاقات بين الجنسين الي التعامل مع الكحول والمخدرات,الي الالفاظ السيئة.  بعبارة أخري نحن نحاول أن نسلحهم ضد الثقافة الغربية. ولكنك إذا كنت تسمح لابنك بالخروج خارج المنزل فسوف يجب عليك التعامل مع هذه المشاكل علي أي حال بغض النظر عن نوعية المدارس التي يرتادونها. دعنا نعترف أن تربية أبنائنا في أمريكا الشمالية هي أمر صعب في كل الأحوال.


-->  لكن ألا تعجل في المدارس العامة في اكسابهم العادات الغربية؟ ربما,  من الصعب الحكم علي سرعة تطور كل طفل , ولكن السؤال الحقيقي هو: لماذا نخاف من التحدث مع أبنائنا؟ أنا أتكلم عن نفسي عندما أطرح هذا السؤال، فوجود أطفالي في المدارس العامة قد علمني أن أكون أكثر نشاطا وانخراطا في حياته وأشعرني بالحاجة إلى معرفة ما يجري في العالم، لإجراء محادثات حوله مع أطفالي، والاستماع لهم حقا. وقد كانت هناك أوقات سألو فيها أسئلة هزتني بعنف ولكني تعلمت المراوغة مع هذه الأسئلة. ليس هناك محادثة لا يمكن اجرائها, بغض النظر عن مدي سخفها ورعبها لي.

يحثنا الإسلام علي تثقيف أنفسنا. لذلك لا تخافوا من المعلومات الخارجية أيا كانت. بل خافو من الانغلاق ضد المعلومات. لا تدع أطفالك يكبرون وهم يعتقدون أن أبائهم لا يعملمون شيئا عن حياة الطفل في كندا.  عن طريق معرفة الاتجاهات، والأغاني، والفنانين، والرياضيين.سوف تكون قادرا على التوضيح لهم أنك تعيش في هذا الجزء من العالم بقدر ما يعيشونه. اندمج في المجتمع بحيث يكون لديك القدرة علي ادخال الدين في تربيتهم دون جعلهم يشعرون بالعزلة وانعدام الأمن. انه أمر مربك أن ينشأ الأطفال في تعارض بين الثقافة والدين.

ان النقاش الحقيقي لا يجب أن يكون حول اختيار نوع التعليم المدرسي للطفل سواء المدارس العامة والمدارس الإسلامية أو التعليم المنزلي.بل علي الاحري حول دورنا كأباء في تسهيل تعليم أبنائنا. ومهما كان اختيارنا فلا يجب أن نربك أنفسنا كثيرا بالتساؤول عن صحة القرار, ولكن يجب أن نتذكر أن التربية في الأساس هي مهمة الأباء وليست المدرسة.

ان جزء من التحدي في الحياة في أمريكا الشمالية هو ادراك أن تحقيق التوازن ممكن. قد يبدو أن المدراس العامة تشتت انتباه أطفالنا عن الاسلام ولكنها علي الجانب الأخر تشجع الحوار والتوازن بين الدين والدنيا. فنجاح أطفالنا في الدنيا سوف يرفع درجاتهم في الأخرة أيضا. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق